أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يناير السنة 2016
أشكرك ... أشكرك
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

يا ربّ يا حبًا تجلّى من عَلِ

أخليتَ نفسك شكل عبدٍ آخذًا

ووَضِعت كالإنسان ذاتَك طائعًا

وذُبحتَ يا فصحَ الدهورِ لتفتدي

واجتزتَ في كُوْرِ اللهيبِ معانيًا

كأسَ العدالة ِقد شربتَ لأجلنا

والسيفُ جازَ فكنتَ أنت بديلَنا

أُنزِلتَ من بعدِ المماتِ وكُفّنَ الـــــــــــــــــــــ

وكَسرتَ في نصرِ القيامةِ شوكةً

ورُفعتَ بعد تمام قصدِكَ غالبًا

وأخذتَ اسمًا فوق كلِّ رياسةٍ

كي تجثو باسمكَ كلُّ أقدامِ الورى

وكما وعدتَ أراك مشغولاً بنا

أبطلتَ بالجسدِ الكريمِ فرائضًا

كي تخلقَ الإثنين إنسانًا جديدًا

ماذا أقولُ وقد سُبيتُ بحبِّ من

يا مَنْ بحضنِكَ ذا الدفيء تلفُني

لم أعرف الترنيم قبلَك سيّدي

هوذا أتيتكَ والفؤادُ مبايعٌ

ابن المحبةِ سَيّدي ابن العلي

لتصيرَ في شبه البرايا ماثلِ

حتى الصليبِ مُعلَّقًا كالقاتلِ

أشقى الخطاةِ، ابن آدم زائلِ

تركًا رهيـبًا من إلـهٍ عـادلِ

ووهبتنا كأسَ الخلاصِ الشاملِ

وخرجتَ أنت لكي نُرى في الداخلِ

جسدُ النقيّ بقبرِ صخر ٍ آفلِ

للموتِ، بعدكَ لم تَعُدْ لتُجَلـجِلِ

وعن اليمينِ جلستَ دون تبدّلِ

وسيادةٍ في الدهرِ والمستقبلِ

تحت التراب وفوقهُ حتى عـلِ

لتقودنــا نحو البنـاءِ الكامـلِ

ونقضتَ حائطَ ذا السياج الفاصلِ

واحدًا، شرّ العــداوةِ قــاتلِ

قد صار ربي، شغل قلبي الشاغلِ

أعماقُ أحشائي بشخصكَ تصطلي

والآن يا نـفسي اهتـفي وتـهلّلي

إيّاكَ ربًا عرشَ قلبي تعتلي

مكرم مشرقي

مكرم مشرقى