تعرض أحدهم لحادث خطير، وأُلقِي على سريره في المستشفى. وهناك كان لديه متسع من الوقت لإعادة النظر في كثير من الأمور. ونظرًا لأن احتمالات الشفاء كانت غير مؤكدة، فقد بدأ يفكر في الموت أيضًا.
ذات يوم فاجأته ممرضة بوضع حاجز حول سريره! وفهم الرجل ما يعنيه ذلك؛ إنه يعني أنه لم يتبقَ له سوى القليل من الوقت في هذه الحياة!
وعلى الحائط المقابل لسريره، كان معلَّقًا نصًا من الكتاب المقدس يقول: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (مت ١١: ٢٨). تحوَّلت نظرة الرجل من الآية إلى الحاجز، ثم من الحاجز إلى الآية ... وهكذا. وسمع داخله صوتًا يقول: ”تعالَ إلى يسوع!“ ... لكن ألم يفت الأوان بالنسبة له؟ حتى الآن كان غير مُبالٍ بالله، لكن الوقت الآن صار ضيقًا جدًا؛ فصرخ بصوت عالٍ: ”يا ربُّ يسوع، أنا آتٍ إليك!“
”يا للمسكين!“ ... هكذا صرخ المريض في السرير المجاور، إذ ظنه قد فقد عقله!
لكن الرب كان قد سمع تلك الصرخة المنزعجة، وأثار في ذاكرة الرجل بعض آيات من الكتاب المقدس كان قد سمعها في طفولته: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ» (يو ٣: ٣٦)، «مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا» (يو ٦: ٣٧)، «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا» (يو ١١: ٢٥). واخترقت رسالة الخلاص نفسه المضطربة، ونبتت البذور وتأصلت داخله، فوجد السلام.
وفي وقت لاحق، دخلت الممرضة الغرفة مرة أخرى قائلة: ”أرجو المعذرة، فقد أخطأت في رقم الغرفة“. وقامت بإزالة الحاجز. فأجابها المريض: ”أيتها الممرضة، خطؤك نتج عنه خلاص نفسي“. واستعاد الرجل صحته، وعاش بعد ذلك حياة سعيدة، تابعًا وخادمًا للرب يسوع المسيح.