«مِنَ الأَعْمَاقِ صَرَخْتُ إِلَيْكَ يَا رَبُّ. يَا رَبُّ، اسْمَعْ صَوْتِي. لِتَكُنْ أُذُنَاكَ مُصْغِيَتَيْنِ إِلَى صَوْتِ تَضَرُّعَاتِي. إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ الآثَامَ يَا رَبُّ، يَا سَيِّدُ، فَمَنْ يَقِفُ؟ لأَنَّ عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ. لِكَيْ يُخَافَ مِنْكَ» (مز130: 1-4) يصرخ صاحب المزمور هنا لا من جرَّاء مقاومة أعدائه، ولكن بسبب موقف أسوأ كثيرًا: «مِنَ الأَعْمَاقِ». لأنه ينبغي علينا دائمًا أن نشعر عميقًا بهول خطايانا، أكثر من شعورنا بأعدائنا الذين هم من خارج. ولقد قيل بحق: إن أسوأ عدو لنا هو ذواتنا. ولا ريب أن خطيتنا تستحق دينونة الله الرهيبة. وإذا راقب الله الآثام فمن يستطيع أن يقف؟ بيد أن صاحب المزمور أُعطى ثقة أن الله غفور. وقد قرر ذلك قبل وقت طويل من إرساء أساس غفرانه، ألا وهو ذبيحة الرب يسوع الكفارية على الجلجثة. فمستحيل أن يتغاضى الله عن الخطية، لأن ذلك يتنافى مع بره. ولقرون، ظل الله يحتمل الجنس البشري، حتى حان الوقت الذي فيه أرسل ابنه الحبيب فاديًا، وهو وحده الكفء لأن يُشبع مقتضيات بر الله، ويُخلّص المذنبين من خطاياهم. يا له من حل مبارك لرفع الخطايا! على أنه قبل وقت طويل من صنع هذا الحل فعلاً، فإن الله غفر الخطايا على أساس هذه الذبيحة المستقبلية. وقد تيقن داود - مع كثيرين غيره - من غفران خطاياهم. فماذا كانت النتيجة؟ لقد حفزه ذلك على خوف الله خوفًا عميقًا وأصيلاً. أما نحن مؤمنو اليوم، وقد عرفنا معاناة المسيح وآلامه على الجلجثة لأجلنا، فلعل ذلك يدفعنا إلى الامتلاء بمخافة الرب خوفًا مقدّسًا. ل. م. جرانت
|