«ثم قال (الرب) لتوما: هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي» (يو20: 27)
لقد شك توما في حقيقة القيامة، ولم يصدق التلاميذ الذين رأوا الرب في العُلية، وقد كانت طلبة توما أن يبصر يدي الرب وفيهما أثر المسامير. ولكن الرب ظهر بعد ثمانية أيام وقال لتوما: هات إصبعك وأبصر يدي. وكأن الرب هنا يريد أن يُري توما، لا أثر المسامير فقط، بل يُريه توما شخصيًا بين يدي الرب، أي مقام توما الجديد ومركزه الجديد. ولكي نعرف المركز والمقام الجديد لتوما وهو بين يدي الرب، نعود إلى تسلسل التلاميذ في متى10 ونقارنه بالأحجار الكريمة التي يتكون منها أساسات سور المدينة في رؤيا21. ففي متى10 نجد الكتاب يقول: «وأما أسماء الإثني عشر رسولاً فهي هذه: الأول سمعان الذي يُقال له بطرس وأندراوس .. يعقوب ... ويوحنا ... فيلبس وبرثولماوس، توما ومتى ...» (مت10: 2، 3).
ومن هذا التسلسل، نجد أن توما يأخذ الترتيب رقم سبعة بين الرسل. وبمقارنة هذا بما جاء في رؤيا21 إذ يقول الكتاب: «وسور المدينة كان له اثني عشر أساسًا وعليها أسماء رسل الخروف الإثني عشر ... وأساسات سور المدينة مُزينة بكل حجر كريم. الأساس الأول يشب ... السابع زبرجد» (رؤ21: 14، 19، 20) ـ أي أن توما من حيث المقام هو حجر زبرجد. وبمقارنة هذين الفصلين (مت10؛ رؤ21) بما جاء في نشيد الأنشاد «يداه حلقتان من ذهب مرصعتان بالزبرجد» (نش5: 14) نجد أن توما من حيث المقام، حجر زبرجد، ولكن بين يدي الرب. إن العروس في وصفها للرب رأت يديه حلقتان من ذهب، ولكن بعمل الصليب أصبح توما (إن جاز أن يُقال) يُضفي لمعانًا آخر في يدي الرب.
وكلنا في ذواتنا توأم، مثل توما، مترددون ومزدوجو الفكر، كثيرًا ما نعرج بين الفرقتين، ولكن من حيث المقام أصبحنا بعمل الصليب وكأننا فصوص من أحجار الزبرجد تلمع بين يدي الرب. يا ليت قلوبنا تعيش بطريقة عملية بهذا المقام.