لا يوجد في كل كلمة الله موضوع أعجب من حياة وموت ابن الله المتجسد. يا لها من حادثة عظيمة وجليلة! هو إله وإنسان في شخص واحد. وهو الله الذي ظهر في الجسد. وحقيقةً نراه مُعلَّقًا على الصليب، مُحتملاً أقسى أشكال الإذلال، ولكن نرى أيضًا كل سمو جلاله. لقد وضع حياته عن الخراف، ولم يأخذها أحد منه «لأَنِّي أَضَعُ نَفْسِي لآخُذَهَا أَيْضًا. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا. هذِهِ الْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَ» (يو١٠: ١٥-١٨). لقد أكمل العمل برأس مرفوع، ولم يُحنِ رأسه إلى أن «أَسْلَمَ الرُّوحَ» (يو١٩: ٣٠)، «وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ» (في٢: ٨). هذا الموت ملأ قَائِد الْمِئَةِ بالرهبة والعجب. ولم يقتصر تأثير هذا الموت على قَائِد الْمِئَةِ وحده، بل وعلى الذين كانوا معه «أَمَّا قَائِدُ الْمِئَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ يَحْرُسُونَ يَسُوعَ فَلَمَّا رَأَوْا الزَّلْزَلَةَ وَمَا كَانَ، خَافُوا جِدًّا وَقَالُوا: حَقًّا كَانَ هذَا ابْنَ اللهِ!» (مت٢٧: ٥٤).
وهكذا فإن الرب «مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ» (إش٥٣: ٨)، وهكذا «صَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ» (١كو١٥: ٢٠). لقد ترك الأرض ليدخل في العالم الآخر، في حياة جديدة، لا تعرف شيئًا عن مسألة الخطية. لقد أكمَلَ «خُرُوجِهِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يُكَمِّلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ» (لو٩: ٣١).
وهذا الكتاب “هُوَذَا حَمَلُ اللهِ”، يُلقي ضوءًا على أحداث الساعات الأخيرة من حياة ربنا يسوع، ابتداء من اللحظة الني أُسلِمَ فيها، إلى أن «أَسْلَمَ الرُّوحَ» (يو١٩: ٣٠). وعلينا أن نخلع نعالنا من أرجلنا، عندما نقترب من هذا الموضوع، ولا بد لنا أن نُقرُّ بكم القصور في الإدراك والفهم الذي فينا.
وهو في 160 صفحة
وسعره 20 جنيهًا
الكتاب متوفر في مكتبة الإخوة
نشجعك على اقتنائه وقراءته.