«لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ،
لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ» (في٤: ٦)
كتب أحد الكتّاب المؤمنين: “عادة وأنا أصلى لا أتحدث مع الله عن الأمور التي تشغلني بالفعل، لأنها ليست أمورًا روحية، لذلك أصلي من أجل السلام في العالم أو للإرساليات، أو لأي شيء من هذا القبيل. لكن يظل ذهني يهيم عائدًا إلى ما يشغل قلبي بالفعل”. والحل لمشكلة هذا الذهن الشارد متضمنه في عبارة «فِي كُلِّ شَيْءٍ»، إذ عليَّ أن أُصلي لما بداخلي، وليس لما أرجو أن يكون فيَّ. فأن أصلي لما هو في قلبي بالفعل، هو من نوع الصلاة «فِي كُلِّ شَيْءٍ»، حيث لا أنتظر حتى أُنقي دوافعي، أو حتى أبدو أكثر روحانية، بل أصلي لما هو بداخلي. فلكي تنمو في الصلاة، وتتغلب على الهم، عليك أن تبدأ بأن تكون رجل الصلاة «فِي كُلِّ شَيْءٍ»، سواء كانت طلبتك كبيرة أم صغيرة، وسواء كانت دوافعك مختلطة أم نقية، سواء كان سؤلك حكيمًا أم أحمقًا، فالله يستطيع أن يُصحح الكل. يُمكنك أن تثق في حكمة استجابته، لأنه لن يعطيك شيئًا بتهور. لكن عليك أن تتعلَّم أن تُطلق عنان صلواتك، وتثق في أن الله إن لم يستجب لك بالطريقة التي تريده أن يستجيب لك بها، فهو يعلم ما هو فاعل، وأن له أسبابه الصالحة جدًا. إنه أمر بسيط للغاية أن تداوم خلال يومك على سؤال الله: “ماذا تريد منى يا رب في هذه اللحظة؟” وعندما يُكشف لك الأمر عليك بطاعته! لا تُجادل ولا تقيسه بحسب المنطق البشري، ولا تؤجله. مهما كنت، ومهما كانت خلفيتك، يمكنك أن تفعل هذا بدءً من هذه اللحظة، وتصير رجل الصلاة «فِي كُلِّ شَيْءٍ».