«مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ افْتَقَدَ وَصَنَعَ فِدَاءً لِشَعْبِهِ» (لو١: ٦٨)
«Blessed be the Lord the God of Israel, because he has visited and wrought redemption for his people»
يا لها من فكرة جميلة أن يزور الله شعبه ويفتقده. ونحن نتذكر عددًا من الزيارات التي قام بها في العصور القديمة: لآدم وحواء، ولإبراهيم، وليعقوب، ولموسى، وليشوع، ولآخرين أيضًا. ولكن الزيارة الأعجب والأروع، والتي لا تُقارن بها أية زيارة سابقة، هي عندما أتى المسيح، وأقام لفترة طويلة، وأعطى بركات وفيرة لهذا العالم، ثم مضى. ولكن يجب ألا نظن أنه مضى عنا، ليبقى بعيدًا، وأنه لن يقوم بأية زيارة لهذا العالم بعد ذلك. ففي كل مرة يكون واحد من أولاده في ضيق أو صعوبة، نراه يأتي ليُعينه. وقد لا يُميَّز حضوره في كثير من الأحيان، لأنه لا يأتي منظورًا بالعيان، وغالبًا ما يأتي برقة وهدوء، وبغير صوت، حتى أن الناس لا يُدركون أن هذا الزائر المجيد قد أتى إليهم، وإلى داخل بيوتهم. وهو يزور أولئك الذين لم يخلصوا ليقنعهم بقبول الخلاص. وعندما يحدق بنا خطر جسيم، فإنه يزورنا ليُنقذنا. وحينما نكون مرضى ومتألمين، فإنه يزورنا ليُعطينا نعمة لتحمُّل الآلام التي نمر بها. وفي بعض الأحيان يأتي ويطرق على أبوابنا، عازمًا أن يزورنا، وأن يُعطينا بركات جزيلة وغنية، ولكننا لا نفتح له الباب.
كانت هناك امرأة مسنة غير قادرة على دفع أجرة البيت الذي تقطنه، وقال صاحب البيت أنه سيأخذ بعضًا من المتاع الذي لديها مُقابل الأجرة المُستحقة. ولكن صديقًا طيبًا، يقطن في الجوار، سمع بذلك، فذهب إلى بيتها ليُعطيها قدرًا من المال لتوفي الأجرة، لكيلا تضطر لفقد بعض من متاعها. طرق البيت، لكنها لم تُجب لتسمح له بالدخول مطلقًا. وفي اليوم التالي لاقاها، وحدثها عن زيارته لها. فردت عليه بدهشة: “هل كنت أنت؟! لقد ظننتك أحد موظفي المالك، وقد أتى ليحصل على المتاع الذي لي، ولذلك أغلقت جميع الأبواب والنوافذ بالمتاريس من قضبان وترابيس، لكيلا أسمح له بالدخول”.
والأمر هكذا؛ فالمسيح عندما يأتي ويطرق الباب فهو يعرف حاجتنا، ويُريد أن يُباركنا وأن يُعيننا، ولكننا نغلق أبوابنا في وجهه، ولا نسمح له بالدخول، غير عالمين أنه هو، ولا لماذا أتي. لذا يجب أن نتذكر أنه عندما يأتي المسيح فإنه يأتي دائمًا ليعمل خيرًا، وأننا إذا أبقيناه في الخارج أو رفضنا زيارته لنا، فإننا في الواقع نحرم أنفسنا من بركاته.