كلنا كمؤمنين نتمنى أن يدخل الرب إلى حياتنا، مع الفارق الكبير في شدة وجدية هذه الرغبة. فالبعض يعتبرونه شيئًا جيدًا ومقبولاً، وآخرون يعتبرونه أمرًا غاليًا بشرط ألا يتعارض مع ما في قلوبهم من ممتلكات واهتمامات ورغبات. ولكن آخرين يعتبرونه امتيازًا عظيمًا وثمينًا وأمرًا غاليًا جدًا حتى أنهم مستعدون تمامًا للتخلي عن أي شيء يتعارض مع سيادة الرب في حياتهم، ولذلك فهم بكل إصرار يُلزمون الرب بالدخول إلى حياتهم. وحيث أنه عندما يدخل الحياة، لن يدخلها ضيفًا لمدة محدودة، وإنما سيدخلها ملكًا وسيدًا وربًا، فهو لن يدخل إلا إذا أُلزم بذلك. ونرى صورة لهذا الإلزام في عدة مواقف في الكتاب المقدس. أذكر منها الآتي: * لم يدخل أليشع بيت الشونمية إلا بعد أن ألزمته (أمسكته ـConstrained him ) ليأكل خبزًا (2مل4: 8). * لم يدخل الرسول بولس والذين معه بيت ليديا إلا بعد أن ألزمتهم (أع16: 15) (She constrained us). * ولم يدخل الرب بيت تلميذي عمواس إلا بعد أن ألزماه (لو24: 29) (They constrained him). والرب ـ كما ذكرنا ـ يدخل القلب والحياة ليكون هو السيد. ولذلك فعليَّ أن أهدم مذبح “السيد” أو “البعل” الذي في قلبي، أي “الذات”، قبل أن أُلزم الرب بالدخول. كما أنه عليَّ أيضًا أن أرضى طواعية واختيارًا، بتكسير السواري؛ “الأمور العالية” و“المطامح والمطامع الكبيرة” التي تستحوذ على عرش قلبي. فلن يدخل الرب إلى حياتي إلا إذا كان قلبي مُهيأً له عرشًا مُريحًا ليملك عليه, أ لم يَقُل الرب لجدعون: «اهدم مذبح البعل .... واقطع السارية التي عنده، وابنِ مذبحًا للرب إلهك ... بترتيب» (قض6: 5، 6). ليتني، وليت القارئ أيضًا، نرضى طواعية بالرب وحده ملكًا وسيدًا على حياتنا، فنستطيع أن نُلزمه بالدخول إلى حياتنا، ليملك عليها، وهو لن يتأخر أبدًا. عندئذٍ يكون لسان حال كل منا: «وجدتُ مَن تُحبه نفسي، فأمسكتُه ولم أُرخِهِ» (نش3: 4).
|