أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد سبتمبر السنة 2013
سياحة مع آساف
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
«لأَنِّي غِرْتُ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ، إِذْ رَأَيْتُ سَلاَمَةَ الأَشْرَارِ ... حَتَّى دَخَلْتُ مَقَادِسَ اللهِ، وَانْتَبَهْتُ إِلَى آخِرَتِهِمْ ... لأَنَّهُ تَمَرْمَرَ قَلْبِي، وَانْتَخَسْتُ فِي كُلْيَتَيَّ» (مز73: 3، 17، 21)

وأعيشُ مع آسَاف في حيرته

لما رأى الأشرارَ حوله يمرحون

بسلامةٍ يتمتعون

وبقوةٍ يتجبَّرون

الشحمُ يملأُ جسمهم

وبه لهم جحظت عيون

لبسوا كثوبٍ ظلمهم

وبكل شيءٍ يهزأون

أفواههم تصل السماء

يتكلَّمون مِن العلاء

يتقلدون الكبرياء

بالشرِ هم يتكلَّمون

في الظلمِ هم مُتكبّرون

لا يعرفون شدائدًا

في العيش أو عند المنون

للثروة هم يكثرون

للدهرِ هم في راحة يتنعمون

ربَّاه ما تفسير هذا؟

حتى متى هذا يكون؟

إني إذا حدَّثت ما جال بفكري

تعثَّرَ منِّي البنون

إنِّي سأصبحُ غادرًا

بهم فآثرتُ السكون

وأسيرُ مع آسَاف في حيرته

ومعًا دخلنا للمقادسِ

في خشوعٍ وخضوعٍ وسكون

ورأينا رؤيا القلب لا رؤيا العيون

فإذا همو نحو المزالقِ يُسرعون

وإلى الدواهي والبوارِ سائرون

بحياتهم وآمالهم هم حالمون

هم غافلون واهمون

في لحظةٍ عند التيقِّظِ يصرخون

ذاكا أرانا الله في وسط السكون

وبه أراح القلبَ بل هدأت شجون

وبداخل الأقداسِ أغمضنا العيون

وسجدنا في صمتٍ رهيب

حمدًا وشكرًا للحبيب

إنه سِرُّ اللهِ يجري

من سنينٍ وقرون

إنه صبرُ المسيحِ

فاهدأي نفسي استريحي



فخري وهبه