أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مارس السنة 2017
ضياء أم إعياء؟
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

«وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ فَاعْمَلُوا مِنَ الْقَلْبِ، كَمَا لِلرَّبِّ لَيْسَ لِلنَّاسِ» (كو٣: ٢٣)

شاهدتُ ذات يومٍ عرضًا سيكولوجيًا عُرض فيه فأرٌ صغير يحاول الوصول إلى جزرة شهية للأكل.

كان الفأر مربوطًا بحافة طاحونة تعمل بالقدم ومتصلة بموّلد كهربي به مصباح صغير، وكانت الجزرة متدلية على مسافة قريبة من الفأر. أُطلق الفأر فجأة فأخذ يجري على حافة الطاحونة التي أخذت في الدوران دون أن يتغير مكان الفأر على الطاحونة، وكان كلما زاد من سرعته أطلق الموّلد كمية أكبر من الكهرباء، وأخذ نور المصباح يزداد توهجًا أكثر وأكثر. كانت رغبة الفأر شديدة جدًا في الحصول على الجزرة، فزاد من سرعته، وازداد بذلك نور المصباح توهجًا، إلى أن حدث بعد مدة أن خبا نور المصباح رويدًا رويدًا إلى أن انطفأ. لقد أُنهك الفأر بشدة وسقط من الإعياء، وما زالت المسافة بينه وبين الجزرة كما كانت في الابتداء.

تأملت هذا المشهد وأدركت أننا كثيرًا ما نُشابه هذا الفأر، عندما نبذل كل مجهودنا لنرضي الناس، ونعمل أعمالنا – لا لنرضي ونمجد الرب – بل لنرضي ونمجد أنفسنا.

إن أسوأ طاحونة نتحرك عليها هي تلك التي نريد أن نجني من ورائها شيئًا – أي شيء – غير مجد الرب. إننا لن نصل إلى مشتهانا، بل ستبقى هناك دائمًا نفس المسافة التي كانت من الابتداء. والأكثر من هذا أننا سنخسر وقتنا وصحتنا وسلامنا ولن يبقى لنا سوى الإعياء.

لا يغرنك المصباح إذا ضاء، فلقد انتهى المشهد بالإعياء.

«إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ» (١كو١٥: ٥٨).


لاري أوندرجاك