«اُطْلُبُوا الرَّبَّ مَا دَامَ يُوجَدُ. ادْعُوهُ وَهُوَ قَرِيبٌ» (إش55: 6)
روى أحد خدام الرب هذه القصة
:
دعاني بعضُ كبار السنّ لأتكلَّم إليهم بكلمة الله. فاخترتُ أن أتحدث عن كلمات المسيح لنيقوديموس: «يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ» (يو3: 7).
وبينما كنتُ أتكلَّم لاحظتُ بين الوجوه وجهَ امرأة عجوزٍ بَدَت عليه الكآبة. ولما قُدِّمت ضيافةٌ بسيطة بعد الخدمة، توجَّهت إليها وسألتُها: إن كانت قد
وُلِدَت من فوق، وإن كان المسيح قد دخل حياتها وغفر خطاياها. فهزَّت رأسَها الهابِط وأجابت: “لا، لم يحصل ذلك”. فقلتُ لها متوسِّلاً: “هل ترغبين في تسليم حياتك للمسيح الآن؟” فأجابت بلهجة حازمة وحزينة: “أخشى أن أكون قد تأخرتُ قليلاً”. عندئذٍ قُلتُ لها ببساطة: “أن يَصِل المرء متأخرًا خيرٌ من ألاَّ يصل البتَّة!”.
وفي الحال انفرجت أساريرها، وهتفَت قائلة: “لم يسبق لي قطُّ أن فكرت بالأمر هكذا!” ثم صلَّينا معًا صلاةَ توبةٍ وتسليم بعدَها أصبحت هذه العجوز “طفلةً في المسيح” يغمر قلبَها الفَرَح. ومع أن حياتها على الأرض كانت تقترب مِن نهايتها، فإن حياتها الجديدة في المسيح كانت أبديَّة.
هذه الولادة الجديدة التي حصلت في الساعة الحادية عشرة من العُمر (انظر مت20: 6)، تُذكِّرنا جميعًا أنَّ الله ما زال يقرع باب حياتنا. إلاَّ أن فيها أيضًا ما يُنذِرنا بأنَّه من المحتمل أن يفوتَنا الأوان. وقد صدق مَن قال: “لا تنتظر حلول الساعة الحادية عشرة لطلب الخلاص، فقد تموتُ الساعةَ العاشرة والنصف!”
فمهما كان عمرُك، فاطلُب الربَّ الآن، ما دام يوجد (إش55: 6)، إذا كُنتَ لم تختبرِ الولادة الجديدة حتَّى الآن.
عزيزي:لا تَرْجُ أن تحصل في الغدِ على ما يُقدَّمُ لك الآنْ، فالربُّ يدعوك اليومَ إلى الخلاص، قبل فواتِ الأوانْ!