أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد نوفمبر السنة 2007
الأخ الحبيب خليل حزقيال خادم الإنجيل
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

أسِف الإخوة يوم الأربعاء 17 أكتوبر الماضي، عندما بلغهم نبأ انتقال الأخ الحبيب خليل حزقيال لكنهم من الجانب الآخر فرحوا لإراحة الرب له من التجارب المتنوعة والمرض، وأنه الآن في حضرة مخلصه وفاديه، الذي أحبه وخدمه في حياته، ولما انتهت أيام خدمته مضى إلى بيته ليكون مع المسيح، وذاك أفضل جدًا (في1: 23).

 ولد الأخ الحبيب بقرية طوخ الخيل، في محافظة المنيا، في 30 يونيو 1946، وتعرَّف على الرب في شبابه الباكر، وكان له من العمر 18 سنة. وتخرج من كلية الهندسة في المنيا، عام 1970. وكان في أثناء فترة دراسته الجامعية ملازمًا للاجتماعات في المنيا. ثم تم تعينه مدرسًا في مدرسة الصناعة الثانوية في مغاغة، واستقر بين الإخوة هناك، فأحبوه وأحبهم. وطوال فترة عمله الزمني كان مشهودًا له بالأمانة والجدية والإلتزام في عمله، وكانت شهادته للمسيح عطرة وممجدة للرب، إذ كان له الضمير الصالح. وبالإضافة لمحبته للقديسين كان محبًا للمكتوب شغوفًا بدراسته، وأظهر اهتمامًا خاصًا بزيارة الاجتماعات في القرى، وافتقاد القديسين فيها، الأمر الذي شجع الإخوة في مجمعهم التدبيري في ديسمبر عام 1990 للاستراحة على تفرغه من عمله الزمني لخدمة الرب بين اجتماعات الإخوة.

 ونحن الآن نتذكر مسيرة الأخ الفاضل في سنوات خدمته بيننا، عملاً بقول الوحي المقدس: «اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم» (عب13: 7). ونتذكر العديد من صفاته الشخصية، بالإضافة إلى صفاته في الخدمة. نعم نتذكر بالشكر للرب القلب المفتوح والبيت المفتوح لإضافة الغرباء، فما من أحد زار اجتماع الإخوة بمغاغة إلا وتمتع بكرم ضيافة الأح الحبيب، الأمر الذي ساعدته فيه كثيرًا زوجته الفاضلة، التي سبقته إلى المجد، بعد رحلة معاناة مع المرض، وقد تأثر الأخ الحبيب كثيرًا على فراقها، إذ كانت بحق امرأة فاضلة، وكانت خير معوان لزوجها. لكنه احتمل تجربة فراقها بشكر وبصبر.

 أظهر الأخ الحبيب أيضًا المشاعر الرقيقة تجاه جميع القديسين في كل مكان، عملاً بقول الرسول: «فرحًا مع الفرحين، وبكاءً مع الباكين» (رو12: 15). فتميز بالقلب الراعوي في زياراته للقديسين في بيوتهم دارسًا أحوالهم واحتياجاتهم. كقول الحكيم: «معرفة اعرف أحوال غنمك واجعل قلبك إلى قطعانك» (أم27: 23). كما استخدمه الرب في رعاية وسداد أعواز العديد من الطلبة المحتاجين، بمشروع أسماه “مسح الدموع”, وله اختباراته العديدة في كيفية تسديد الرب لنفقات هذا المشروع. وسيُظهر يوم وقوفنا أمام كرسي المسيح كل ما تعب فيه الأخ الحبيب في السر، وسيكافأ عليه بوفرة.

 وأما عن صفاته في الخدمة فنحن نذكر كيف كان متفانيًا في خدمته، ولم يعمل حسابًا لنفسه، وتمت فيه بصدق الكلمات التي نطق بها رسول الجهاد المغبوط والتي صدرنا بها هذا المقال: «ولكنني لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي، والخدمة التي قبلتها من الرب يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله» (أع20: 24). وكان معتادًا في المناطق التي يزورها، والتي تمكنه من زيارة أكثر من بلد في المنطقة في اليوم الواحد، أن يفعل ذلك بفرح وسرور. كما نذكر له غيرته في تمسكه بالحق الإلهي الذي تعلَّمه من الكتب المقدسة، وحرصه على نشره في الاجتماعات التي كان يزورها. وكان يقضي معظم وقته في زياراته للبلاد، في جلسات روحية وفي مناقشات كتابية، يوجِّه الأسئلة أو يجاوب عليها، وكذا في الصلاة مع الإخوة. وكان يحرص على عدم إضاعة الوقت، عارفًا أن في ذلك حكمة كبرى (أف5: 15، 16).

 ونذكر له أيضًا احتماله للآلام بصبر، واحتماله للمرض بالشكر. لقد انطبقت عليه كلمات الرسول يعقوب: «طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب الذين يحبونه» (يع1: 11). وإن المتابع للمقالات التي كتبها الراحل العزيز في أيامه الأخيرة يلاحظ أنها كانت ذات مسحة خاصة، إذ كان الأخ الحبيب يكتب مشجعًا للمجربين، لا بكلمات منقوله عن غيره، بل عن اختبار شخصي. فكان يُعزي المتضايقين بالتعزية التي كان يتعزى بها هو من الله (2كو1: 4). ونذكر للأخ الحبيب أنه ظل لسنوات كثيرة يشارك مع بعض الزملاء من الإخوة والخدام في إعداد التقويم السنوي “الرب قريب”.

 ونذكر أخيرًا أنه لم يحتمل المرض بالشكر فقط، بل أيضًا لم تعقه آلام المرض عن التجوال. وكان كلما وجد في نفسه ولو قدرًا يسيرًا من القوة، كان يسرع بزيارة القديسين. وظل حتى في أيامه الأخيرة، ومع اشتداد المرض حريصًا قدر المستطاع على اجتماعات العبادة. ويتذكر الإخوة في مغاغة وفي ملوي أنه كثيرًا ما كان يدخل إلى الاجتماع متوكئاً على أحد الإخوة، وذلك من حرصه الشديد على الاجتماعات.

 والمراعي الخضراء إذ تشعر بالفراغ الذي تركه الراحل بين الإخوة، في وقت نحن أحوج ما نكون للخادم الأمين النشط، فإننا نرفع عيوننا لراعي الخراف العظيم، ورب الحصاد الكريم، ليتنازل فيرسل فعلة إلى حصاده. كما نطلب التعزية للأسرة ولجميع الإخوة. ويعزينا أن مجيء الرب قد اقترب. «آمين تعال أيها الرب يسوع»

كلمة محبة في وداع خادم الرب الأخ/ خليل حزقيال عزيزٌ ذا فراقك يا خليلْ لقد ودعت أوجاعًا وحزنًا وقد أكملتَ سعيَك في هدوءٍ وقد فاحت حياتك ناردينًا كِتابُ حياتِكَ عطِرُ شَذى وكُنتَ الأبَ والزوجَ الوفيَّ هنا بيتٌ لمجد الرب يحيا فيا رب الحصاد لديك نرجو ومن ينبوع حبك أعطِ غوثًا ويا أنسي وإيريني وإنجي سيأتي ربنا الغالي سريعًا ويا رباه زدنا إليك حبًا عزيزٌ في وداعك والرحيلِ وآلامًا من الوزن الثقيلِ جمال الزهر أعياه الذبول لمجد الفادي والربِ الجليلِ بحب الفادي عُطِرت الفصول حياة الأسرة تحكي تقول أساسه راسخ ليس يحول ثبات القلب فالقلب عليل سلامك ربنا فاق العقول لقد لاحت تباشير الوصول ووعد الرب حقٌ لا يزول وأشواقًا مع الصبر الجميل