أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد نوفمبر السنة 2013
صرخة يائسة لطلب العون - إنجيل الله
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
" كل من يدعو بسم الرب يخلص " ( رو 10 : 13 )

كانت “جولي” تمضي عطلتها الأسبوعية في جزر الهاواي، وإذ كانت تسبح صباحًا بالقرب من شاطئ كانبالي، وتستمتع بوقتها في الماء، شَعَرَت بشيء يرتطم بجسدها؛ إنها سمكة قرش طولها بين مترين ومترين ونصف، قضمت كتفها الأيمن بذراعها قبل أن تسبح بعيدًا.
حاولت جولي المرتعبة أن تصل إلى الشاطئ وهى تنزف بغزارة، وخوفًا من أن يجذب دمها مزيدًا من أسماك القرش، جاهدت أكثر لتصل إلى الشاطئ وهى تصرخ “النجدة! النجدة!”

وعلى مقربة منها كان شاب على قارب، سمع صرختها فاتّجه نحوها مسرعًا، وحالما وصل إليها سحبها سريعًا إلى قاربه، وجَدَّف مُسرعًا إلى الشاطئ، حيث تلقت جولي الإغاثة والعلاج، فأُنقذت حياتها.

وأنا أتفكر في مأزق جولي وصراخها طلبًا للنجدة، تذكَّرت يونان النبي الذي واجه أيضًا مأساة مع مخلوق بحري ضخم.  فبعد أن حاول يونان تجنب ما أراده الله أن يفعل، دخل يونان في مشاكل، باعتباره راكبًا في سفينة، حيث ألقوه من على متنها، وابتلعه حوت كبير، وعندما أصبح أسير هذا المخلوق البحري نزل يونان تحت الأمواج، وجازت فوقه جميع تيارات ولجج البحر وأحاطت به، واكتنفته الأعماق، ونزل إلى أبعد ما يمكن للنزول أن يصل (يون1: 17-2: 10).

وبينما الموت يدنو منه سريعًا، انزعج وخاف، لكن بالرغم من موقفه الشديد الخطورة، إلا أنه وجد رجاءً، لأنه تذكّر سَيِّده وإلهه «فَصَلَّى يُونَانُ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِ مِنْ جَوْفِ الْحُوتِ، وَقَالَ: دَعَوْتُ مِنْ ضِيقِي الرَّبَّ فَاسْتَجَابَنِي.  صَرَخْتُ مِنْ جَوْفِ الْهَاوِيَةِ، فَسَمِعْتَ صَوْتِي» (يون2: 1-2).

وبالرغم من أنه غاص في الأعماق السفلى، وشعر بنهاية حياته، إلا أن يونان صرخ إلى الله طالبًا النجدة، وقد خلَّصه الله.  ويا لها من رسالة هامة لنا! فنحن أيضًا يُمكننا أن نخلص من حالتنا الخاطئة، وتُغفر خطايانا، إن صرخنا إلى الرب طالبين معونته.

عزيزي: ربما لم تتعرض أبدًا لهجوم من سمكة قرش مثل جولي، ولا ابتلعك حوت ضخم مثل يونان، لكن إذا كنت لا تعرف المسيح كمُخلّص شخصي لك، فأنت لم تزل في ورطة كبيرة، لأن الكتاب يقول إن “الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا” (رو3: 23)، وأن «أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» (رو6: 23)؛ هذا يعنى أنك إن كنت تحيا بدون المسيح، ثم مُتّ في خطاياك، فستواجه الدينونة الأبدية (يو3: 18؛ رؤ20: 15).

لكن لا داعي للخوف لأن النجاة التي تحتاجها أقرب إليك مما تتخيل، فكما كان صاحب القارب قريبًا من جولي عندما هُوجِمت؛ فإن الله قريب منك الآن في هذه اللحظة، كما يقول الكتاب: «عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيدًا» (أع 17: 27).  إن صرخت إليه طالبًا النجاة من سلطة الخطية وعقوبتها سيسمعك ويسرع لنجدتك، والكتاب يقول أيضًا: «كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ» (رو10: 13).  إن الله سيُخلّصك من أجل ما فعله المسيح على الصليب، إذ مات من أجل خطاياك وقام من الأموات ليضمن تحريرك «لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يو3: 16).

أصرخ إلى الله طالبًا الخلاص اليوم! ثق به الآن، ودعه يُخلِّصك ويأخذك إلى شاطئ الحياة الأبدية.


روسكو بانيز