«كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ» (مت20: 28)
في إحدى الولايات الأمريكية، نشرت إحدى الصُّحف المحليَّة إعلانًا طلبَتُه امرأة اسمها “نانسي”، وهذا نصه:
إن كنتِ تشعرين بالوحدة، أو تُعانين مشكلةً ما فاتِّصلي بي تليفونيًّا. أنا مُقعَدةٌ في كُرسيٍّ ذي عجلات، ونادرًا ما أُغادر منزلي. في وسعنا أن نتشارك في الهموم والمُعانَاة. ما عليكِ إلا الاتِّصال، ولسوف تروقُني المحادثة.
وكانت نتيجة هذا الإعلان رائعة، إذ راحت تلك المرأة تتلقَّى كلَّ أُسبوع ثلاثين مكالمة أو أكثر.
أي شيء حَمَلَ هذه المرأة، وهي رهينة كرسيِّها المُتحرك، على مدِّ يدها لإعانة سواها مِن المُحتاجين المُجرَّبين؟!
لقد أوضحت “نانسي” أنها – قبل إصابتها بالشلَل – كانت ذات صحة ممتازة، ولكنها كانت مُتردِّيةً في هوَّة اليأس والإحباط، وحاولت الانتحار بالقفز مِن نافذة غرفتها في الطبقة العليا من البناية التي تسكن فيها، غير أنها شُلَّت من خِصرها فما دون. وبينما هي في المستشفى، وقد أخذ اليأس منها كلَّ مأخذ، خُيِّل إليها أنها سمعَتِ الربَّ يسوع قائلاً لها: “يا نانسي، كان لكِ جسدٌ صحيح ونفسٌ مشلولة؛ ومِن الآن فصاعدًا سيكون لكِ جسدٌ مشلولٌ ونفسٌ صحيحة”.
ومِن جرّاء هذا الاختبار، سلَّمتِ المسيحَ حياتَها. ولما سُمِح لها أخيرًا بالذَّهاب إلى المنزل، صلَّت طالبةً طريقةً للشهادة للغير على نعمة الله المتفاضلة؛ فخطرت لها فكرة نشر ذلك الإعلان.
وفي وسعِ كلِّ مؤمن أن يفعل شيئًا ما لمساعدة المحتاجين. فلئن قيَّدَنا أو أقعدَنا المرضُ أو الشيخوخة أو العجز، يظلُّ في وسعنا أن نُصلِّي ونتَّصل ونكتب. ومهما كانت حالتنا، ففي إمكاننا أن نكون شُهودًا للمسيح فعّالين ومؤثِّرين. فماذا أنت فاعل؟
عزيزي: بعد أن تتحدَّث إلى الله عن المحتاجين، بعدئذٍ فقط يُمكنك أن تتحدث عن الله إلى المحتاجين