أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مايو السنة 2018
السامري الصالح
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

ذكرنا في العدد السابق أنه بالتأمل في مَثَل السامري الصالح يمكننا ملاحظة:

(١) حالة الإنسان الساقط المزرية.

(٢) عجز الناموس والفرائض عن تسديد احتياجه.

(٣) عمق وكفاية محبة المُخلِّص.

(٤) أمان وآمال الخاطئ المُشفى والمُنقَذ.

ودعنا نتأمل في هذه الأشياء الأربعة بشيء من التفصيل:

أولاً: حالة الإنسان الساقط المزرية

موصوفة أمامنا بدقة تامة في الرجل الجريح «إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا، فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ، فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ، وَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ». هنا نتذكر أن هذا الرجل هو من الخليقة الساقطة؛ خلقه الله مستقيمًا، وقرر أنه «حَسَنٌ جِدًّا»، مع كل جزء آخر من الخليقة (تك١: ٣١). كان هذا الإنسان غريبًا عن الذنب والمعصية والإثم، كما لم يعرف شيئًا عن شوكة الموت المُرة؛ لقد تسربل بالبراءة، وليس من لطخة لوثت فكره. لكن العدو اللدود أتى إليه، فعصي وصية الرب. هذه هي الخطية، وبهذه الطريقة تجرد من ثوب النقاوة التامة الذي كان له، فأدرك شره، وشعر بجراح الخوف والذنب العميقة، وعلم أن الموت يطلبه، دون أي أمل في العتق. وكما يقول الكتاب «كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ» (رو٥: ١٢). إذًا فالإنسان الآن خليقة ساقطة، كما أنه “بلا قوة”؛ لقد تاه وضل عن الله، وملكت الخطية فيه إلى الموت. كل الجنس البشري متماثل من هذه الوجهة، الجميع خطاة عُراة، ومجروحين، عاجزين ومحتاجين. من المهم جدًا أن نُدرك هذه الحقيقة لأنها تهدم كل الظنون من جهة قدرة المخلوق، وتجعلنا ندرك أننا خارج بركات جنة عدن، مطروحين على قارعة الطريق، عاجزين وغارقين تحت تأثيرات الجراحات الأدبية التى طُعنَّا بها. إن حالة مولدنا، كساقطين، تُعلّمنا الحاجة الماسة “للولادة الجديدة”، وتُرينا صحة الحكم الإلهي أن «كُلُّ الرَّأْسِ مَرِيضٌ، وَكُلُّ الْقَلْبِ سَقِيمٌ»، وأنه «مِنْ أَسْفَلِ الْقَدَمِ إِلَى الرَّأْسِ لَيْسَ فِيهِ صِحَّةٌ، بَلْ جُرْحٌ وَأَحْبَاطٌ وَضَرْبَةٌ طَرِيَّةٌ لَمْ تُعْصَرْ وَلَمْ تُعْصَبْ وَلَمْ تُلَيَّنْ بِالزَّيْتِ» (إش١: ٥، ٦).

كم كان هذا مُهينًا للفريسي المُتكبر المُكتفي، إذا ما أستطاع أن يرى نفسه في هذه الصورة التي للمسافر المطروح على الطريق، عريانًا، واهنًا، لاهثًا عاجزًا وبائسًا، دون أي مصادر للشفاء أو العزاء، وبلا صديق للعون أو الرثاء، إلى أن جاء مُخلِّص الخطاة إلى حيث هو. آه ربما يتفاخر الإنسان بقدراته، وإمكانياته الواسعة، كما لو كان لم يسقط؛ لكن مَنْ هو في نظر الله؟ كيف يكشفه النور النقي الذي للحق السماوي؟ مَنْ هو عندما يُوزن بميزان المقادس؟ ماذا يمكن أن يكون أكثر إهانة له من وصف الرب المختصر: «عَرَّوْهُ ... جَرَّحُوهُ ... تَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ»! هذا هو حكم الله، وأيضًا كل ضمير مُتعلِّم مِن الروح يعترف بصدق وبر هذا.

ثانيًا: عجز الناموس والفرائض عن تسديد احتياج الإنسان

كان الفداء بالنعمة قصدًا أزليًا فى قلب الله. وكان الحَمَل الكريم مُعدّ قبل إنشاء العالم. وعندما نطق الله بوعد الفداء، لم يكن هناك ذكر للناموس. وسبب إعطائه كان لإظهار الخطية «أَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا» (رو٥: ٢٠). لذلك نقرأ «فَعَرَضَ أَنَّ كَاهِنًا نَزَلَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ، فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ». هذا المسؤول الشرعي لم يكن لديه علاج للساقط والعاجز، ولا يُمكنه غير أن يكون شاهدًا على الحقيقة، أن هناك مسافرًا عريانًا وجريحًا متروكًا «بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ». كان الرَّجل مُحتاجًا للحياة والسلام والشفاء والخلاص، الأمور التى عجز عن تسديدها الكاهن الذي يمثل الناموس؛ لذلك «جَازَ مُقَابِلَهُ».

كذلك كان اللاوي غير قادر على تسديد احتياجات الإنسان الجريح، إذ لم يكن لديه بلسم شافي لضمير مجروح بالخطية. فذبائحه كانت تُذَكِّر بالخطية، لكنها لم تعطِ غفرانًا لها «لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا» (عب١٠: ٤). لذلك فقد «جَاءَ وَنَظَرَ» فقط إلى الخاطئ المُحتضر، «وَجَازَ مُقَابِلَهُ»، فصار دليلاً آخر على أن الإنسان “ضُرِبَ وجُرِحَ” وكان تحت حكم الموت، مُحتاجًا إلى مغفرة الخطايا.

هكذا نرى شيئًا من حالة الإنسان الحقيقية أمام الله. ويا لها من شهادة متحدة عن كونه خاطئًا ساقطًا وعاجزًا، وعن عجز الطقوس والفرائض في تسديد احتياجه. لا بد أن الوضع كان سيُعتبر مأساويًا إذا ما انتهى مطاف التقرير الإلهي عند هذا الحد. لكن شكرًا لله، هذا لم يحدث، لأن احتياجنا العميق هو فرصة الله لاستعراض غنى نعمته في الخلاص الكامل لمن لا يستطيعون أن يُخلصوا أنفسهم.

قَدْ كُنَّا فِي آدَمْ أَبْنَاءَ الْغَضَبْ

أَمْوَاتًا كَالرِّمَمْ فِي أَرْضِ التَّعَبْ

فَالْحَبِيبُ أُسْلِمْ لِهَذَا السَّبَبْ

هَذَا قَصْدُ الأَزَلْ وَفِيهِ الْعَجَبْ

هذا يقودنا إلى الاعتبار التالي؛

ثالثًا: عمق وكفاية محبة المُخلِّص

التى قدمها لنا بِطُرِقِهِ وكلماته الخاصة، في أوسع تباين مع نظرة الكاهن واللاوي الباردة عديمة المشاعر «وَلَكِنَّ سَامِرِيًّا مُسَافِراً جَاءَ إِلَيْهِ، وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ، فَتَقَدَّمَ وَضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ، وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتًا وَخَمْرًا». هذا ما كان يحتاجه المُسافر الذي كان بين الحياة والموت. لقد سُدِّد عجزه، وهو ما كان يُلائم حالته. ليس أقل من ذلك كان ينفع. وليس أكثر من ذلك كان مطلوبًا ومُرتجى. يا لها من نعمة لا يُعبَّر عنها! يا لعظم ويا لعمق محبة المسيح للخطاة الهالكين! هي عميقة بلا شك، لأنه نزل إلى حيث كنا، فى خطايانا وخزينا وخرابنا، فتحَنَّن وأتى بالشفاء والخلاص. لقد رأى عمق جراحنا، وحمل البؤس والعجز الذي كنا عليه، وفاض قلبه المُحبّ بالعواطف، حتى إنه عندما لم يكن غير الآلام الُمبرحة والمعاناة وموت الصليب هو ما يُعتقنا من الغضب، وضع نفسه طوعًا من أجلنا. حتى عندما كنا أمواتًا بالذنوب والخطايا، فإن المُخلِّص القدوس – بإرادته الكاملة - جُعِلَ «خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ» (٢كو٥: ٢١). والآن، إذ قام من الأموات، يحيا عن يمين الله، ليكون رئيسًا ومُخلِّصًا، ليهبنا غفران الخطايا. إن دمه قد سُفِك من أجل الخطاة المُذنبين الفجار، كما أن دمه يُعطى سلامًا للضمير المجروح. ويُمكن لدمه أن يشفى القلب المكسور، وهو لنا رداء أفضل مما يمكن حتى لآدم - قبل السقوط - أن يعرف؛ «بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ» (رو٣: ٢١). هذا ما يُعطيه الرب يسوع. إن شهادة إله الحق عن قيمة موت المسيح هو الزيت والخمر الذي يسكبه على النفس المضطربة. عندما يحمل الروح القدس الشهادة للقلب الكسير، عن تتميم الناموس، وأن لعنته قد حُملت ورُفِعت، وأن الخطية قد كُفِر عنها، وأن الموت تحت دينونة الله قد حمله ابن الله عن الخطاة، حتى أنه صارت الآن حرية تامة، لأولئك الذين يؤمنون، أن يدخلوا إلى الأقداس بدم يسوع. إن هذا يتمثل فى الزيت والخمر المسكوب إلى داخل النفس الغارقة، مالئًا إياها بالفرح والسلام. يا له من لطف عجيب! يا له من حب جارف! يا لعمقه! يا لكفايته! لكن من يستطيع أن يتكلم عن قوته وفضله إلا المجروح الذي شفاه المُخلِّص المُحبّ؟

أنت ربي السامريُّ ذو الصلاح

بعد أن ضمدت روحي مِن جراحي

زيتُ نِعماكَ وخمرٌ مِن دِماكَ

غاسلاً عني خطايايَ هُناكَ

مالئًا إيايَ روحًا من عُلاكَ

كيما أسعدَ مَعكْ ... سَيِّدي ما أروعك

رابعًا: أمان وآمال الخاطئ الذي شُفيَّ وأُنقذ:

المسيح يُخلِّص إلى التمام؛ إنه لا يبدأ فقط في عمل حسن، بل إنه يُكمّله. إنه لا يُطهِّر فقط، بل يُقرِّب إلى الله، وبروحه يُتحِدنا بنفسه. لقد قابلنا كمتسولين عند المزابل، ورفعنا وأجلسنا مع الشرفاء. لقد أحيانا حينما كنا أمواتًا بالذنوب والخطايا، وأقامنا معًا، وأجلسنا معًا في السماويات في المسيح. وهكذا نصير خاصته ومِلكه إلى الأبد. لذلك نقرأ أنه بعد أن ضمد جراح المسافر المجروح وصب عليها زيتًا وخمرًا، «أَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ، وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ وَاعْتَنَى بِهِ. وَفِي الْغَدِ لَمَّا مَضَى أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ الْفُنْدُقِ، وَقَالَ لَهُ: اعْتَنِ بِهِ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِي أُوفِيكَ». لقد استمد المُسافِر المُعَاَلج أمانه من أن السامري رفعه من قارعة الطريق إلى مكانه؛ «أَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ»، وتعهد بالعناية به، مُتكفلاً ومتعهدًا بِسداد كافة احتياجات ومستحقات كل فترة غيابه عنه؛ فكان الرجاء المُبارك الذي أمامه أن الذي صنع معه المعروف والإحسان، سيأتي ثانية.

ربما نسهب في إيضاح مسؤولية الكنيسة، مُمثلة في الفندق، لتعتني بحملان قطيع الرب، ولكننا ببساطة يُمكننا الآن أن نُشير إليها. لقد ظهر اهتمام السامري بالرجل الذي شُفي، ليس في عبارة «وَاعْتَنَى بِهِ» فحسب، بل أيضًا في تسليمه لخدمة آخرين، ممن أودع لديهم مواهب للخدمة قائلًا: «اعْتَنِ بِهِ». إن علمه بأن الصديق المُحب الطيب، الذي أنقذه من الموت بهذه الرحمة، قد جهز ترتيبات لتسديد كل احتياجاته الحاضرة والمستقبلة، لا بد أنها كانت مُعزية جدًا له، وآلت لتحريره من كل خوف وزعزعة، أثناء توقع العودة الأكيدة لصاحب المعروف، وهو الموضوع الذي أصبح يوليه أعمق اهتمام.

عندما وجد الراعي الخروف الضال، وضعه على منكبيه، فكان أمان الخروف في أنه محمول بذراعي الراعي القويتين (لو١٥: ٥). كان أمان نوح عندما دخل الفلك، أن الله أغلق الباب عليه (تك٧: ١٦). وكان أمان بني إسرائيل، عندما عبر الملاك المهلك للدينونة، في دم الخروف المرشوش على القائمتين والعتبة العليا (خر١٢: ٧). وهكذا الآن فإن أمان المؤمن، في كونه في المسيح، مُبَّررًا بدمه، مُؤيَّدًا أمام الله بمحبة الكاهن العظيم الكاملة، وقوته القادرة. إنه لأمر مبارك جدًا لكل مؤمن حقيقي بالرب يسوع، أن يعلم أنه أصبح مُكمَّلاً إلى الأبد بذبيحة المسيح الواحدة الكاملة الكافية (عب١٠: ١٠، ١٤)، وأن الله جعل المسيح له «حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً» (١كو١: ٣٠). ففي المسيح حصل المؤمن على الحياة، والبر والكمال، ولا يمكن أن ينفصل عن محبته. إن المسيح سيعتني به دائمًا، يُعينه في الشدة، ويُعزيه في الحزن، يرد نفسه عند الخطأ، ويهديه إلى سبل البر من أجل اسمه. والمسيح الذي مات من أجله، يشفع فيه أبدًا، وسيأتي ثانيةً له. المسيح يسكن فيه، وهو يسكن في المسيح، وكل المحبة، والحكمة، والعمل، والقيمة، والقوة التى للمسيح له.

بِاسْمِكَ يَا رَبُّ لَنَا

لِلآبِ فِي الرُّوحِ قُدُومْ

بِثِقَةٍ وَفَرَحٍ

لِعَرْشِ نِعْمَةِ الرَّحُومْ

فَالشُّكْرُ لاِسْمِكَ الْعَلِيّْ

يَا ضَامِنَ الْعَهْدِ الْجَدِيدْ

بِفَضْلِ دَمِكَ الزَّكِيّْ

قَرَّبْتَ مَنْ كَانَ بَعِيدْ

هذا هو أمان المؤمن، وانتظار نفسه البهي هو أن الرب يسوع سيأتي ثانيةً، ويأخذه إليه. إنه يعلم أن يسوع هذا الذي صعد إلى السماء، سيأتي هكذا كما رآه التلاميذ منطلقًا إلى السماء (أع١: ١١). إنه يتوق إلى المُخلِّص، ويُحبّ ظهوره. ثم انه يعرف أن المسيح «مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ» (إش٥٣: ١١)؛ ويقول: «أَمَّا أَنَا فَبِالْبِرِّ أَنْظُرُ وَجْهَكَ. أَشْبَعُ إِذَا اسْتَيْقَظْتُ بِشَبَهِكَ» (مز١٧: ١٥). إنه الوقت لشعب الله المحبوب أن يعيشوا بقوة الحق الإلهي، حيث أنهم “رجعوا إِلَى اللهِ مِنَ الأَوْثَانِ، لِيعْبُدُوا اللهَ الْحَيَّ الْحَقِيقِيَّ، وَيَنْتَظِرُوا ابْنَهُ مِنَ السَّمَاءِ” (١تس١: ٩، ١٠). ونحن الذين ذُقنا أن الرب صالح، نُحبُّ المسيح جدًا، ونفرح في عمله التام الكامل، ونتأثر بشدة بنعمته الفائقة، حتى إننا نبتهج دائمًا في رجاء مجيئه إلينا!

لكن ربما يكون قارئي العزيز غريبًا عن النعمة. فأنت لا زلت ميتًا، لذلك أنت غير شاعر بعريك، وجراحك، وحالتك الخطيرة. إذًا دعني أسألك أن تتفكر كيف ستتحمل نور ورعب عرش الدينونة، عندما تقف لتُدان حسب أعمالك؟ إن الموت يزحف إليك ببطيء لكن بثبات، وسريعًا ما سيبتلعك بعيدًا عن الرحمة، لتقف أمام الله. لكن يا رفيقي الخاطئ الغالي، أنت عريان ومجروح، ومائت، رغم عدم تفكيرك في هذا. تأمل في هذا! إن الله يعلن مذنوبية الجميع أمامه. ولكن أليس الرب يسوع؛ السامري الصالح، قادر أن يُبرئك؟ ألم يمت عن أول الخطاة؟ ألا يُسرّ بغفران الآثام؟ ألم يصل إليك الآن حيث أنت ببلسم إنجيله المبارك؟ ألا يُطهِر دمه الغالي من كل خطية؟ هل يرفض أي خاطئ يأتى إليه، مهما كان شره؟ إذًا لماذا لا تؤمن به لكي يُخلّصك، ويُضمِد جراحك، ويسكب على روحك فرحًا وسلامًا، ويُسعدك بالتمتع الحاضر بمحبته الكاملة الثابتة، وبالرجاء البهيج أن تكون معه في المجد إلى الأبد. الرب يمنحكم بركته. آمين.


(لو١٠: ٢٥-٣٧)

هـنري هـ. سنل