في إحدى المناسبات، عندما كان السير “هنري براكنبري” (١٨٣٧-١٩١٤) مُلحقًا عسكريًا في باريس، كان يتكلَّم مع رجل الدولة الفرنسي الشهير “ليون جامبيتّا”. قال جامبيتّا: “يوجد أمران يحتاج الجندي لأن يعرفهما: عليه أن يعرف كيف يسير، وعليه أن يعرف كيف يُطلق النار!”
وأجاب الرجل الإنجليزي بسرعة: “استميحك عذرًا يا سَيِّدي، لكنك نسيت الأمر الأكثر أهمية!”
وسأل جامبيتّا: “وما هو؟”
فأجاب براكنبري: “عليه أن يعرف كيف يُطيع”.
هذه الحقيقة تنطبق أيضًا على أتباع الرب يسوع المسيح. إنه ليس بكافٍ لنا أن نعرف الحقائق المسيحية كي نستطيع أن نبدو كجنود المسيح، فالشيء الأكثر أهمية لنا هو أن نقبل كلمة الله بالإيمان، ومِن ثمَّ أن نُطيعها «كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ» (يع١: ٢٢).
يجب علينا ألا نكتفي فقط بأن نعرف عقليًا كيف يجب أن نعيش. علينا ألا ندرس الكتاب المقدس فقط كي نتزوَّد بالمعرفة عن الرب. فلا يكفي أن نعرف فقط كيف نُرضي ربَّنا وسَيِّدنا: إنه يتوقَّع منَّا الطاعة.
عزيزي: ضع معرفتك قيد التطبيق والعمل. اخضع لصاحب السلطة العليا، الرب يسوع المسيح. إنها إرادة الله لنا يومًا فيومًا: أن نأخذ كتابنا ونقرأه، ليس للمعرفة فقط، بل بالأحرى كي نُحبّ الرب ونُطيعه. وأن تخطو خطوة واحدة في طريق الطاعة، أفضل من أن تدرس عنها سنوات.