كثيرًا ما نصل في حياتنا لأوقات نشعر فيها أن مشاكلنا استنفدت طاقتنا كلها. البعض منا أكثر عرضة من غيره للقلق والخوف والاضطراب. لذلك دبر الله خطة إنعاش أجدها مفيدة للغاية، لكن إن لم تطبقها في حياتك فلن يكون لها فائدة.
المشكلة مع الناس القلقين هي الاستسلام لمشاعر الخوف والقلق، وتوقع كل الاحتمالات السيئة، والتخاذل عن اتخاذ أية إجراءات إيجابية ينجدون أنفسهم أو الآخرين بها. لذا أود مشاركتك في خطة الله للإنعاش التي تتكون من 7 خطوات. وفي البداية أسترجع كلمات بولس للقديسين في فيلبي: «وَمَا تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَتَسَلَّمْتُمُوهُ، وَسَمِعْتُمُوهُ، وَرَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، فَهَذَا افْعَلُوا، وَإِلَهُ السَّلاَمِ يَكُونُ مَعَكُمْ» (في4: 9).
خطة إنعاش فيلبي
إذا تعهدنا بكسر أية عادة قديمة متأصلة فينا فلا بد أن نركز على أمور أخرى بدلاً منها. لذا لا تترك الخوف والقلق يتغلبان عليك. يقول الرسول بولس: «اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا» (في4: 4).
لابد أن نُذَكِّر أنفسنا باستمرار بعدم القلق، بل بالصلاة بقلب مليء بالإيمان بأن إرادة الله ستتم. عندما نشكر الله مسبقًا ستحدث الأمور الجيدة «لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ» (في4: 6)
أغلبُ القلقين متشائمون للغاية ويتوقعون الأسوأ دائمًا. لا بد أن نغير سلوكنا هذا، ونفكر في الأشياء الإيجابية «كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هَذِهِ افْتَكِرُوا» (في4: 8)
من الضروري أن نتعلَّم الاكتفاء في كل الظروف. لا بد أن نتذكر بأن لا شيء يحدث في حياتنا يفاجئ الله، فزمام كل الأمور بيده «فَإِنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ. أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ» (في4: 11، 12).
لا بد أن تثق أكثر في الله، ولا تنسَ أننا مع الله نستطيع أن نفعل كل شيء «أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي» (في4: 13).
الله يعد بأن يفعل ما عليه. وعندما نحول قلقنا للحمد، وخوفنا للشكر، وننفذ ما يقول، سيغمرنا سلامه «وَمَا تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَتَسَلَّمْتُمُوهُ، وَسَمِعْتُمُوهُ، وَرَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، فَهَذَا افْعَلُوا، وَإِلَهُ السَّلاَمِ يَكُونُ مَعَكُمْ»، «وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (في4: 7، 9).
الله يوفِّر لنا ما نريد ويسدد احتياجاتنا ويستخدم سلطانه وجبروته - هنا وهناك وفي كل مكان - ليزودنا بما نحن في حاجة إليه «فَيَمْلأُ إِلَهِي كُلَّ احْتِيَاجِكُمْ بِحَسَبِ غِنَاهُ فِي الْمَجْدِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (في4: 19).
أعرف أن الحياة تلطمنا في بعض الأحيان بضربات قوية، لكنها بطريقة ما تذكرنا بالصليب الذي حمله المسيح مُخلّصنا، مما يساعدنا على وضع مشاكلنا في وضعها الصحيح.