«أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هَذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا» (غل6: 1)
منذ عدة سنوات، هرع رجل مختل بجنون، في متحف “ريجيكس” في أمستردام، حتى وصل لصورة “الحارس الليلي” المشهورة للفنان “رامبرانت”، ثم أخرج سكينًا وشقها عدة مرات! وبعد وقت قصير، تسلّل رجل شديد الاضطراب وعدواني إلى كاتدرائية القديس بطرس في روما، وحطَّم أحد التماثيل الجميلة لمايكل أنجلو. هل ألقى المسؤولون الأعمال التالفة خارجًا وتناسوها؟ بالتأكيد لا. لكنهم استعانوا بأفضل الخبراء، وبكل التكنولوجيا المُتاحة، وبذلوا كل جهد لترميم وإعادة الكنوز الفنية.
ويجب أن يكون لدى المؤمنين نفس الموقف تجاه المؤمنين الذين تضررت شهادتهم من الخطية.
عندما يسقط أحد أبناء الله في الخطية، يجب أن يكون أول ما نُفكر فيه هو إصلاحه، وليس إدانته. ويجب أن نُصلّي ونعمل بلطف وشفقة لكي نُصلح ذلك الشخص، ونُعيده إلى الوضع الروحي والشركة في جسد المسيح.
إن كلمة «أَصْلِحُوا» في غلاطية 6: 1 هي نفس الكلمة المذكورة في متى 4: 21 حيث نقرأ «يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ، فِي السَّفِينَةِ مَعَ زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا». وكلمة “إصلاح” تعني “أن تُعيد الشيء أو الشخص للحالة السليمة والصحيحة”.
الإدانة أسهل من الإصلاح. قد نُريد في اشمئزاز أن نُدير ظهورنا للمسيحي الخاطئ، لكن نموذج كلمة الله هو الإصلاح وليس النبذ.
أيها الأحباء: في عمق قلب الإنسان توجد مشاعر مدفونة قد سحقها المُجرِّب، والنعمة وحدها تستطيع استعادتها، والأوتار المقطوعة ستهتز مرة أخرى عندما يلمسها قلب مُحبّ، ويوُقظها اللطف.