«عَيْنَا الرَّبِّ نَحْوَ الصِّدِّيقِينَ، وَأُذُنَاهُ إِلَى صُرَاخِهِمْ» (مز٣٤: ١٥)
اضطُرِرت إلى إجراء مكالمة تليفونيَّة مع شركة تأمين. وكان مِن الخير أنِّي بدأت الاتِّصال باكرًا.
فأولاً وصلتني إشارات انشغال الخطّ، نهارًا بكامله! ثم جاءتني رسالةٌ مُسجَّلة تعقبها موسيقى يُقاطعها بين الفينة والفينة صوتٌ يقول: ”ما زالت خطوطنا مشغولة. يُرجى الانتظار، أو إقفال الخط وتكرار المحاولة بعد قليل“.
وأخيرًا نجح الاتِّصال، والحمد لله! إلا أنَّ ذلك أدّى إلى جُملةِ اختيارات: ”لِمعلومات حول بوليصة التأمين اضغط الرقم ١. لتغطية جديدة، اضغط الرقم ٢. للتصريح، اضغط ٣. لمحادثة وكيل، اضغط ٤“. ولما لجأتُ إلى الخيار الأخير، أفادتني رسالة مُسجَّلة أنه خارج مكتبه، وطلبت إليَّ ضغط زرّ النجمة (*). وإذا بالصوت نفسه يقدِّم لي الخيارات عينها. فما كان منِّي إلا أن أقفلت الخطَّ مُمتعضًا.
في ذلك الحين، اضطَرَّتني حاجةٌ طارئةٌ إلى طلب وجه الربّ، فلم أسمع أيَّة إشارة تُفيد انشغال الخطّ، ولا طُلِبَ إليَّ الانتظار أو إقفالُ الخطّ. وقد تأكَّد لي أنَّ الله مُصغٍ إليَّ، ومهتمٌّ بي حقًا.
صحيح أننا لا نتلقَّى دائمًا استجابات مباشرة للصلاة، ولكننا نعلم أن الله سامعٌ لنا، وذلك على أساس الوعود الرائعة المُتعلِّقة بالصلاة، والتي يتضمَّنها الكتاب المقدس. فمثلاً، في مزمور ٣٤ راجع داود صلواته وإجابات الربّ، ثمَّ قال: «عَيْنَا الرَّبِّ نَحْوَ الصِّدِّيقِينَ، وَأُذُنَاهُ إِلَى صُرَاخِهِمْ» (مز٣٤: ١٥). وشكرًا لله على عدم وجود شيء اسمه ”مُراوغة المُصلِّين“. فالصلاة باسم الرب يسوع خطٌّ مباشر مفتوحٌ دائمًا يصلنا بالله.
أَحبَبتْ أنَّ سَيِّدي يسمعُ صوتي ودُعاي
ويَستجيبُ طِلْبَتي فهْوَ مُخلِّصي رَجاي
أَمالَ نحوي أُذْنَهُ لذاكَ أَدعوهُ أنا
مُدَّةَ عُمري كلَّها فهْوَ الإلهُ ربُّنا