أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مارس السنة 2018
التحزُّب والعُجب
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

لاَ شَيْئًا بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، بَلْ بِتَوَاضُعٍ، حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ... أَطْلُبُ إِلَى أَفُودِيَةَ وَأَطْلُبُ إِلَى سِنْتِيخِي أَنْ تَفْتَكِرَا فِكْراً وَاحِداً فِي الرَّبِّ» (في٢: ٣؛ ٤: ٢)

استطاعت عين الرسول الماهرة الساهرة أن تُميز جذورًا للشر في كنيسة فيلبي العزيزة المحبوبة. لقد كان ثمة جذر للحسد والخصام، وبدت ثمار هذا الجذر في الخلاف الذي نشب بين هاتين الأختين: أَفُودِيَةَ وسِنْتِيخِي.

ولا شك أن كلا من أَفُودِيَةَ وسِنْتِيخِي ساهمتا في العطية المُرسَلة إلى الرسول بولس، ورغم ذلك كان بينهما خصام. وللأسف فإن هذه الحالة شائعة في الكنائس اليوم. فأخوات وإخوة كثيرون مستعدون أن يُساهموا ماديًا لتعضيد خادم للمسيح بعيد عنهم بمسافة، ومع ذلك لا يسلكوا بموافقة مع بعضهم البعض! كيف ذلك؟ الإجابة: يوجد افتقار شديد في الحكم على الذات بيننا. ولنا أن نتأكد أن هذا هو أصل كل ”تَحَزُّب وعُجْب (افتخار باطل)“. والمظهر المؤلم لذلك هو الخصام بين أفراد شعب الله.

ونلاحظ أن الرسول لم يسأل مَنْ منهما على حق، ولكنه بالأحرى يطلب إليهما: «أَنْ تَفْتَكِرَا فِكْرًا وَاحِدًا فِي الرَّبِّ» (في٤: ٢). وهنا يكمن العلاج الإلهي؛ إنه الحكم على الذات. ينبغي أن نحكم على ذواتنا بجدية، فلا فائدة من التكلّم عن إنكار الذات بينما نُغذيها ونُدعمها من جهة أخرى. يحدث أحيانًا أن نُصلي بحرارة ولجاجة طالبين قوة لنضع الذات في التراب، ولا تكاد تمر لحظة، فإذا بدا أن أحدًا يعترض طريقنا فإذا بالذات فينا تتصرف كالقنفذ ذي الأشواك المُشهرة. هذا لا يصلح يا إخوتي. إن الله يعتبرنا جادين إذا صلينا لنوال قوة للحكم على الذات. واليوم يوجد افتقار شديد لهذه الفضيلة في كنيسة الله.

ماكينتوش