أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مايو السنة 2012
بحر النحاس
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
«وَعَمِلَ الْبَحْرَ مَسْبُوكًا ... لِيَغْتَسِلَ فِيهِ الْكَهَنَةُ» (2أخ4: 2، 6)
ثلاثة أمور في هذا الرمز الجميل لا تخلو من فائدة تستلفت انتباهنا: (1)  المادة التي صُنع منها.  (2) محتوياته.  (3) الغاية التي صُنع لأجلها.

أولاً: المادة التي صُنع منها

كان البحر مصنوعًا من نحاس (2مل25: 13)، وهو يرمز إلى الدينونة الإلهية العادلة على الخطية والنجاسة.  فالمذبح النحاسي يُصَوِّر المكان الذي كُفِّر فيه عن الخطية، أما البحر فهو مكان الاغتسال من الدنس.  كم هو معزي أن نعرف أن خطيتنا قد دينت إلى الأبد، وأن نجاستنا قد تطهرت بلا رجعة على الصليب.  كم هو مبارك أن نعرف أن الدينونة قد عبرت ولم يتبق شيء ضدي أو عمل لأعمل، لأن المسيح حمل دينونة كل ذنوبي.

ثانيًا: المحتويات

كان البحر  يسع 3000 بثًا، لا تحتوي على دم بل على ماء.  كان الكهنة قد اختبروا قوة الدم في مذبح النحاس، ومن ثم فهم لا يحتاجون إلا إلى غسل الماء ليُؤهّلوا إلى ممارسة وظائفهم الكهنوتية.  وهكذا الحال معنا الآن! فالمؤمن لا يحتاج لأن يتطهر بالدم ثانية من خطيته، ولكن الحاجة إلى فعل الكلمة المُطهّر «الَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ بَلْ هُوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ» (يو13: 10).

ثالثًا: الغاية التي صُنع لأجلها

كان الغرض من بحر النحاس أن يوفر وسيلة للكهنة ليغسلوا فيه أيديهم كل يوم، حتى يكونوا قادرين على القيام بعملهم الكهنوتي.  ونرى هنا رمزًا لافتًا للمؤمنين الذين يُطهِّرهم المسيح الآن «بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ» (أف5: 26).
إن المسيح لا يمل أبدًا من إتياننا المستمر إليه ليغسلنا.  بل إنه لن يهدأ حتى يُحضرنا «لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ» (أف5: 27).

ماكنتوش

 


ماكينتوش