«أَمْ أَخْطَأْتُ خَطِيَّةً ... لأَنِّي بَشَّرْتُكُمْ مَجَّاناً بِإِنْجِيلِ اللهِ؟ ... وَلَكِنْ مَا أَفْعَلُهُ سَأَفْعَلُهُ
لأَقْطَعَ فُرْصَةَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ فُرْصَةً كَيْ يُوجَدُوا كَمَا نَحْنُ أَيْضاً فِي مَا يَفْتَخِرُونَ بِهِ» (2كو11: 7, 12)كان الرسول يواجه أمرًا ينبغي أن يتوقعه كل من يقوم بخدمة الرب؛ أعني الانتقاد من جانب القديسين. كان الانتقاد الموجَّه إلى الرسول بولس أنه بشَّرهم بالإنجيل مجانًا، أي أنه لم يتلق أي دعم مادي منهم. ولكن الرسول كان يعلم أنه إذا قَبِلَ منهم دعمًا ما فإنه سيظل يُلاقي الانتقاد أيضًا، لذلك فضَّلَ الانتقاد لأجل السبب الأول، وعمل صانعًا للخيام، وقَبِلَ العطاء المُقدَّم من بعض الكنائس الأخرى، كي يقطع الفرصة للانتقاد لأجل السبب الثاني.
لقد واجه الرب يسوع الانتقاد لأنه «يأكل ويشرب»، في حين انتُقد يوحنا المعمدان لأنه «لا يأكل ولا يشرب» (مت11: 18, 19)، ومن ذلك يتضح أنه مُحال تجنب الانتقاد، بغض النظر عن الطريق الذي اخترته.
والانتقاد في حقيقته شكل من أشكال الشكاية التي يقوم بها أصلاً الشيطان عدونا «الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا» (رؤ12: 10)، وهو يستخدم هذا السلاح كي يحطم الشهادة بتثبيط همة خدامه وإخافتهم من المضي قدمًا في طريق الخدمة ... وإلا فماذا يفعل الذين يخافون الانتقاد سوى الكف عن الخدمة؟! أَليس هذا ما نفعله في ضعفنا، إذ نفضل تجنب الانتقاد عن إكرام الرب وخدمته؟!
عزيزي: هل تنتقد الآخرين؟ ... كن أمينًا في إجابتك! ... إن نعم، فأنت تعمل عمل الشيطان بالضبط.
هل تسمع الناس تنتقد؟ ... إن نعم، وبّخهم مُذكرًا إياهم بالآية: «مَنْ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ عَبْدَ غَيْرِكَ؟» (رو14: 4).
هل أنت هدف لانتقاد ظالم؟ ... إذًا تمثّل بالرب يسوع المسيح، وبيوحنا المعمدان، وببولس الرسول، وتجاهل الانتقاد، واستمر في العمل لإكرام الرب والشهادة له.
أ. هـ. كروسبي