«فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ» (أع4: 13)
أيها المؤمن ... هل حقًا أنت تشبه الرب يسوع؟ هل تتأمل طويلاً في شخصيته الرائعة؟ هل تتأمل في وداعته وتواضعه؟ في محبته الخالصة ولطفه ورقته؟ في قداسته وصدقه؟ في تعبه وخدمته وتكريسه؟ هل تتأمل في غفرانه لأعدائه ومحبته لهم؟ هل تتمثل بصفاته أم أنت فقط تُعجب بها، وتعظ بها، وتُحَدِّث الآخرين عنها؟ إذا عشنا ما نُعلِّمه، وما يجب أن نكونه، لَشابهنا الرب فعلاً، ولاستطاع الناس - دون أن يتأملوا طويلاً أو يدققوا النظر كثيرًا - لا أن يقولوا عنك: “حسنًا ... نظن أن هناك بعض الشبه بينه وبين سيده”، بل يصيحون هاتفين على التو: “هذا كان مع يسوع! إنه يشبهه تمامًا. هو مُتعلمٌ منه، فقد اعتنق أفكاره، وأقواله وتصرفاته بالذات... إنه نسخة مصّغرة من سيده”!
كن مثل الرب في شجاعته. لا تستحِ بإنجيل المسيح. كن في صف الرب، وسيكون الرب بالتأكيد في صفك. واعلم أن تخاذلك هو خذلان للرب نفسه.
كن مثل الرب في محبته. فكَّر في الجميع بمحبة واهتمام، فالمشاعر لا تنفصل عن الفكر. إن فكَّرت في الناس بمحبة وعواطف صادقة فستظهر هذه المحبة تلقائيًا في سلوكك.
كن مثل الرب في لطفه. مرة أخرى فكِّر بلطف، تكلَّم بلطف، تعامل بلطف مع جميع الناس، شاعرًا باحتياجاتهم النفسية والذهنية والروحية، متأثرًا بكل ما يعتمل في نفوسهم.
كن مثل الرب في خدمته. افتدِ الوقت واستثمره في خدمة السيد. فالوقت بين يديك الآن وفي متناولك حاليًا، ولكن بعد أن يذهب لن يعود ثانية. وستُسأل عنه عندما يقول لك الرب: «أَعْطِ حِسَابَ وَكَالَتِكَ» (لو16: 2).
كن مثل الرب في غفرانه: إنها قمة المشابهة. غفرانك لأعدائك هي أكثر صفة تُمجّد الرب ... كما طلبت أن يُغفر لك، اغفر لغيرك. تذكَّر كم غفر الرب لك، واغفر هكذا لغيرك. إن الرب ما زال يغفر لك، وسيغفر أيضًا، فلا تضِنّ على غيرك بالغفران.
في كل طرقك، وبكل طريقة ممكنة، تمثَّل بالرب، فيقول الجميع عنك: “إنه كان مع يسوع”.