أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد نوفمبر السنة 2009
فهمني لماذا تخاصمنى - للمتألمين
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

 (أي10: 2)

آه أيتها النفس المُتعبة، ارفعي الرأس عاليًا، فلربما قد صنع الرب معك هكذا ليُضاعف فيك فضائلك. توجد بعض الفضائل التي لا يمكن أن تظهر لولا هذه التجارب المُرّة.  ألا تعرفين أن إيمانك لا ينمو ويخضّر زاهيًا في شمس الصيف الوهاج مثلما يزدهر في الشتاء؟

الإيمان عادة يبدو كفتيلة مدخنة لا تُعطي نورها إلا في الظلمة المحيطة.

والرجاء في القلب مثل النجم الذي لا يُعطي ويُظهر نوره في ضوء الشمس الساطع.

والسلام الإلهي لا يُختبر إلا على أمواج عاتية، أما سلام المياه الساكنة فهو سلام العالم.

والقوة لا تُستدعى إلا في زمن الحرب، أما في زمن السلام فالقوة لا تفرق عن الضعف.

والنجوم لا تظهر إلا بالليل وكأنها جواهر مرصوصة على ملاءةٍ سوداء.  وكثيرًا ما يسمح الله لنا بملاءةٍ سوداء ليرصّ عليها جواهره.

قد تكون – منذ مدة قصيرة – قد ركعتَ على ركبتيك، طالبًا من الرب أن يزيد إيمانك أو رجاءك أو سلامك أو قوتك، واستجاب لك الرب.

هل ندمت على هذه الطلبة؟ لا، لا تندم أبدًا، فهو لا يمنحك مع هذه الجواهر الثمينة ضررًا على الإطلاق، أبدًا فالعكس صحيح.  فحتى لو تأذيت بسبب التجربة، فتيقّن أنها تعمل لخيرك، وأن الخسارة اللاحقة بك هي مكسب حقيقي.

أنت لا ترى هذا؟  قد لا تراه، ولكن ثق أنه لخيرك حتى ولو بدا عكس ذلك.

كيف؟  لا يهم أن تعرف كيف، آمن فقط.

قد تقول: ولكن حملي ثقيل جدًا.  حسن، إن السواعد لا تتشدد بالحمل الهين بل بالأحمال الثقيلة.

قد تقول: تجربتي مُرّة جدًا.  نعم، والدواء النافع قد يكون مرًّا جدًا.

قد تقول: لقد أدمت قدميَّ أشواكُ الطريق.  إنني أصدقك، ولكن انظر، فالورد أصبح دانيًا منك لتقطفه في غير عناء.

أخي: هل تمر بتجربة ما؟ هل تسأل الله نفس السؤال الذي في مطلع موضوعنا؟ إذًا فهاك هي الإجابة:

الضيق قد جعل الوعودَ ثمينةً

الضيق قد جعل النجومَ مضيئةً

الضيق شدّد في كياني سواعِدا 

وأرى الخسارة فيه ربحًا قد غدا

الضيق علّمني الترّنم في المِسا

وشفا بمر دوائه داءً قسا

سبرجن