«يَا مِجَنَّنَا انْظُرْ يَا اللهُ وَالْتَفِتْ إِلَى وَجْهِ مَسِيحِكَ. لأَنَّ يَوْمًا وَاحِداً فِي دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. اخْتَرْتُ الْوُقُوفَ عَلَى الْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلَهِي عَلَى السَّكَنِ فِي خِيَامِ الأَشْرَارِ» (مز84: 9، 10)
كلا من العروس في سفر نشيد الأنشاد، والمُرَنِّم في هذا المزمور (مز84)؛ كلاهما يتسمان بالحكمة في تعبيراتهما. فالعروس تقول: «لاَ تَنْظُرْنَ إِلَيَّ لِكَوْنِي سَوْدَاءَ» (نش1: 6). فهي تدرك أن العريس لن يجد أي جمال فيها، شأنها شأن كل خاطىء في هذا العالم. ولكن المُرَنِّم في هذا المزمور يقول: «يَا اللهُ ... الْتَفِتْ إِلَى وَجْهِ مَسِيحِكَ». فعندما ينظر الله إلى وجه ابنه الحبيب سيرى كمال الجمال. والمؤمنون يُرون «في المسيح»، ومن ثم سيرى الله جماله كما لو كان جمالهم. ولا غرو إذن أن يكون الله مجنهم وترسهم وحاميهم القوي.
ثم إنه لا توجد ثمة مشكلة أو صعوبة للمؤمنين الموجودين في ديار الرب، حتى إن المُرَنِّم يقول إن يومًا واحدًا هناك خَيْرٌ من ألْفٍ في أي مكان آخر. ثم يؤكد أنه اختار الوقوف على العَتَبَةِ في بيت الله إلهه على السُّكنى في خيام الأشرار. والوقوف على العَتَبَةِ في البيت يعني كونه أصبح بوابًا (كما ترد في بعض الترجمات). ولا يُخفى أن البواب ليس موضع تقدير من الغادي والآتي، وعلى الأخص ممن لا حق لهم في الدخول.
ولكن أقل المواقع أهمية في بيت الله كان لدى المُرَنِّم أفضل بكثير من السُّكنى في خيام الأشرار. وكم من المحزن أن الناس عمومًا تتكالب على السُّكنى في هذه الخيام رغم أنها زائلة وليست في دوام وثبات بيت الله.
ل. م. جرانت