الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذَلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لَكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ» (1بط1: 8).
منذ عدة سنوات خلت فقد الأخ جورج زوجته، ثم لم يلبث أن فقد بصره، وأخيرًا بُترت إحدى ساقيه. وهكذا وجد نفسه ملازمًا للفراش بعد حياة حافلة بالنشاط في خدمة الرب ودراسة الكلمة.
ورغم أن أخًا مفضالاً تولى أمر إطعامه والعمل على راحته، إلا أن ظروف جورج لم تكن طيبة، خاصة وأنه يمكث بمفرده جل الوقت.
ومع ذلك كله كان جورج ممتلئًا فرحًا وبهجة، وقد اكتشفنا ذلك عندما زرناه فحيَّانا بابتسامة واسعة دافئة، وكانت بعض كلماته لنا في بداية الحديث: ”أنا جالس تحت شجرة التفاح، وثمرته حلوة لحلقي. لن يكون ثمة جورج أعمى أو فاقد ساق في السماء، مجدًا لاسمه“. وهكذا سار الحديث على هذا المنوال، بدون أثر لكلمة تذمر أو شكوى واحدة. وقد زاره آخرون أيضًا، ووجدوه كما وجدناه.
وعندما سألناه: ماذا يفعل بعدما حُرم من قراءة الكتاب؟ كانت إجابته: ”لقد ادخرت جانبًا من المكتوب تحسبًا لمثل هذا اليوم“. وهكذا فكما كانت كلمة الله موضوع فرحه وابتهاجه في قوته ونشاطه، هكذا هي الآن في مرضه وضعفه.
يا له من مثال! إننا بسهولة نتكلم عن كفاية المسيح، ولكن ها هنا شخص عاشها. هل أقول ذلك لتمجيد جورج؟ كلا على الإطلاق، ولكني أضعه أمام قلوبنا كتحدٍ لنحذو حذوه. والحقيقة أنه من الممكن أن نعيش حياة ملؤها الفرح إذا نظرنا بالإيمان إلى ذلك الشخص المجيد الذي تعلمنا أن نُحبَّهُ؛ شخص الرب يسوع المسيح.
آه .. مَن لنا بالمزيد لنعرف عمليًا هذا النوع من الحياة!
جرانت ستايدل