أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد سبتمبر السنة 2021
المراعي الخضراء
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

في مولدها كانت خضراء، وفي عيدها المئوي ما زالت خضراء، لا يعتريها البوار، وهذا جعلني أتساءل! لماذا دام الاخضرار؟! فكان الجواب: لأن المصدر لكل مقالاتها وموضوعاتها، هو “الكتاب المقدس”، فصارت كشجرة مثمرة لقرائها، ولكُتَّابها أيضًا، إذ تأخذهم إلى كلمة الله، فيكونون هم أيضًا كشجرة مغروسة عند مجاري المياه يعطون الثمر في أوانه، وورقها لا يذبل.

وأما عن مَرعى كلمة الله فهو:

(١) مَرْعًى خَصِب وَجَيِّد

سار رؤساء سبط شِمْعُون «إِلَى مَدْخَلِ جَدُورَ إِلَى شَرْقِيِّ الْوَادِي لِيُفَتِّشُوا عَلَى مَرْعًى لِمَاشِيَتِهِمْ. فَوَجَدُوا مَرْعًى خَصِبًا وَجَيِّدًا، وَكَانَتِ الأَرْضُ وَاسِعَةَ الأَطْرَافِ مُسْتَرِيحَةً وَمُطْمَئِنَّةً» (١أخ ٤: ٤٠). والاسم “جَدُور” يعني “حصن” أو مكان له سور. كم نحتاج في هذه الأيام أن نفعل كما فعل هؤلاء الرؤساء، فبين أيدينا الكتاب المقدس، المرعى الخصب الجيد، الذي هو بمثابة الحصن لنا من أصحاب البدع والضلالات المنتشرة حولنا.

(٢) مَرَاعٍ خُضْرٍ

«فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي» (مز٢٣: ٢). مِن عملِ الراعي، أنه يقود قطيعه إلى المراعي الخُضر، ليربضها هناك (أي ليُسكن نفوسنا)، فندخل ونخرج ونجد مرعى، والنتيجة الحتمية للوجود في هذه المراعي، هي الإثمار في الشيبة، ونكون دسامًا وخُضرًا (مز٩٢: ١٤).

(٣) مَرْعًى وَاسِعٍ

«ثُمَّ يُعْطِي مَطَرَ زَرْعِكَ الَّذِي تَزْرَعُ الأَرْضَ بِهِ، وَخُبْزَ غَلَّةِ الأَرْضِ، فَيَكُونُ دَسَمًا وَسَمِينًا، وَتَرْعَى مَاشِيَتُكَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ فِي مَرْعًى وَاسِعٍ» (إش٣٠: ٢٣). هذا هو حال شعب القديم في زمان ملك المسيح، الملك الألفي، فطوبى لجميع منتظريه. لكن من بركاتنا الروحية الحاضرة، كلمة الرب، التي هي بمثابة المرعى الواسع لنربض فيه. إن لنا في كلمة الرب نهر سباحة لا يُعبر. وما دُمْنَا في جسد الضعف فإننا لن نستطيع أن نصل إلى أعماق كلمة الله «لِكُلِّ كَمَال رَأَيْتُ حَدًّا، أَمَّا وَصِيَّتُكَ فَوَاسِعَةٌ جِدًّا» (مز١١٩: ٩٦).

(٤) مَرْعًى دَسِم

لقد وعد الرب شعبه بأنه سيفتقده بنفسه، ويجمعهم من شتاتهم، فقال: «أَرْعَاهَا فِي مَرْعًى جَيِّدٍ، وَيَكُونُ مَرَاحُهَا عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ الْعَالِيَةِ. هُنَالِكَ تَرْبُضُ فِي مَرَاحٍ حَسَنٍ، وَفِي مَرْعًى دَسِمٍ يَرْعَوْنَ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ» (حز٣٤: ١٤). وبالحق إنهم «يَرْوَوْنَ مِنْ دَسَمِ بَيْتِكَ، وَمِنْ نَهْرِ نِعَمِكَ تَسْقِيهِمْ» (مز٣٦: ٨).

ليت الرب يطعم أرواحنا على الدسم،ٍ ويشبعنا من جوده (إر٣١: ١٣)، فنأكل الطيب، وتتلذذ بالدسم أنفسنا (إش٥٥: ٢).

منسى ملاك