«ولاَ أَنَا أَدِينُكِ.
اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا» (يو٨: ١١)
مسكوها في تلبُّس خاطيه زانيه
والأصوات بالموت رجم.. عاليه
فرضوا روحهم قضاه ،مع كونهم خطاه
دانهم، وخلاها من كل دين خاليه
أتوا بها إليه بعد أن أُمسكت فِي ذَاتِ الْفِعْلِ وَهِيَ تَزْنِي! وإني أتساءل: طالما أنها أُمسكت فِي ذَاتِ الْفِعْلِ، فأين شريكها في الجريمة؟! ... لماذا لم يأتوا به؟! ... لماذا التقسي بزيادة على المرأة دونًا عن الرجل؟! ولكن هذا هو حال الناس ... أما المسيح فلم يكرم أحد المرأة مثلما هو أكرمها وعلا شأنها جدًا.
لقد قصدوا بها في الأصل نصب فخ له. فإن عفا عنها تعدى على شريعة موسى. وإن أدانها لم يأتِ بجديد من ناحية، ومن الأخرى تعارض هذا التصرف مع سماحة تعليمه بالمحبة والصفح والغفران. ولم يعلموا أنه وحده مَن فيه التقى العدل والرحمة. ففي عدله دفع هو الثمن. وفي رحمته قدم العفو مجانًا لكل مَن التجأ إليه.
فشل مخططهم، فخرجوا بخزيهم، من الكبير إلى الصغير، تاركين المرأة وحدها لتسمع أروع وأجمل كلمات وقعت على أذنيها. ويقينًا لم تنسَ طيلة حياتها هذه الكلمات: «ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا».
نعم. إنه يُقدّم النجاة والعفو الأبدي لكل مَن احتمى فيه.
في ناموس موسى: الخاطئ يموت، ليحيا العدل.
وفي ناموس المسيح والنعمة: المسيح العادل يموت، ليحيا الخاطئ.
نعم مات.. لتحيا أنت.. فهل قبلت واستفدت واحتميت فيه؟
هو الطريق الوحيد للخلاص والنجاة.. وكل مَن ضلَّ هلك.