ترك الجنرال “وليم ت. شيرمان” كتيبة من الرجال ليحرسوا المؤن في أحد الحصون على جبل “كينيساو” أثناء الحرب الأهلية الأمريكية. وعندما هاجم الجنرال “جون بيل هود” مِن الجيش الكونفدرالي الحصن، دارت معركة شرسة، تمَّ فيها قتل وجرح ثلث رجال “شيرمان”. كما أُصيب الجنرال الذي كان يتولى قيادة الكتيبة بإصابة بالغة. وبينما كان على وشك الاستسلام جاءته رسالة من خلال فيلق الإشارة على سلسلة الجبال.
كان الجنرال “شيرمان” على بعد 15 ميلاً من الحصن، وأرسل إليه رسالة تقول: “تمسكوا ... نحن قادمون”. شجعت تلك الكلمات القليلة - إلى درجة كبيرة – الجنود المدافعين عن الحصن، وجعلتهم يتمسكون به، ويحفظونه من السقوط.
وهكذا نحن. لقد أرسل لنا قائدنا السَّماوي أيضًا التأكيد بأنه قادم. لقد قال الرب يسوع: «أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا» (يو14: 2، 3).
إن حقيقة أن مُخلّصنا سيأتي ثانية، تُعطينا كامل الرجاء، وتجعلنا نتمسك بشدة في الحفاظ على أرضنا. إنها تُشجعنا على الاستمرار في القتال في معركة الإيمان الصالحة، وتؤكد لنا الانتصار.
وقد تكون المعركة شرسة، والصراع صعب أثناء خدمتنا له، لكن لا يُمكننا التفكير في الاستسلام، لأن الرب يسوع قادم مرة أخرى. وقد يأتي هذا اليوم.
“تَمَسَّكْوا بالحصن، لأني قادم”؛ ما تزال تلك إشارة الرب يسوع، فلنرد بالإجابة عليه: “بنعمتك سوف نحفظ الحصن”.