«لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ
قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا.
إِذًا لِنُعَيِّدْ،
لَيْسَ بِخَمِيرَةٍ عَتِيقَةٍ، وَلاَ بِخَمِيرَةِ الشَّرِّ وَالْخُبْثِ، بَلْ بِفَطِيرِ الإِخْلاَصِ وَالْحَقِّ» (١كو ٥: ٧، ٨)
في هذه الآية المختصرة نلمح ذبيحة وعيدًا. وهما أمران متميزان وإن كانا مرتبطين ارتباطًا وثيقًا. وهما مذكوران بالترتيب الصحيح. فالمسيح ذُبح في الماضي، وأما العيد فيُحتَّفل به الآن. ولنحترص من التشويش؛ إن خلاص إسرائيل مؤسس على تقدير الله لدم الحمل. لقد أعلن الله «أَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ» (خر ١٢: ١٣). إنه حق ثمين للغاية يحق للنفس أن تركن إليه. فخلاص الإنسان مؤسس على رضا وشبع قلب الله.
تأمل في هذه الكلمات: «ذُبِحَ»، وذلك «لأَجْلِنَا». هذا من شأنه أن يُهدئ أي شك قد يثور من جهة الخلاص من الدينونة والغضب. وهكذا استُحكمت حلقة الخلاص الثمينة؛ حلقة الحياة الأبدية، وهي حلقة لا تُفصم ولا تنكسر. فالرب يسوع - المُخلِّص الحي – سوف يحفظ هذه الرابطة بدون انفصام، بل على أكمل وجه. اسمعه يقول: «إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ» (يو ١٤: ١٩) ... «فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ» (رو ٥: ١٠). فالمسيح من ناحية يحفظنا، ونحن من ناحية أخرى نحفظ العيد! لقد ذُبح لكي يرتب لنا عيدًا، وهذا العيد هو حياة القداسة الشخصية، الانفصال العملي عن كل شر.
كان عيد إسرائيل يتكون من ثلاثة عناصر: (١) خروف مشوي (٢) أعشاب مرة (٣) فطير (خبز غير مختمر). وهذه العناصر الثلاثة تُشير رمزيًا إلى ثلاثة أمور: