من الآية ٤ إلى نهاية الآية ٤٢ في يوحنا ٤ يمكن أن نضعها بين قوسين، حيث إن هذه الأعداد تسجل ما حدث في السامرة، التي كانت خارج دائرة خدمة المسيح المعتادة في اليهودية والجليل. وفي آخر ١٢ آية من الأصحاح، أي (ع ٤٣-٥٤)، نعود إلى المألوف ثانية. ولنا أن نتوقع إذًا أن نجد تكملة لما حدث في الثلاثة أصـحاحات الأُول من إنجيل يوحنا، من أحداث تاريخية وتعليم عملي، حيث تُستعرض أمامنا الأمجاد الإلهية والأدبية للرب يسوع، ومن خلال السرد تُستعرَّض أمامنا المزيد من الصور الرمزية والنبوية.
هناك أمران بارزان جدًا في افتتاحية هذا الإنجيل: أولًا، إخفاق اليهودية، وحالة إسرائيل المزرية. ثانيًا، يجذب الروح القدس انتباهنا بعيدًا عن إسرائيل إلى المسيح. ثم في بداية أصحاح ٤ نجد أمرًا ثالثًا؛ التحول من اليهودية إلى الأمم. ونلاحظ أن الأجزاء الافتتاحية من إنجيلنا ليس فقط تصوَر لنا الحالة الروحية التعسة لإسرائيل في وقت وجود ربنا هنا على الأرض، لكن يمدنا السرد أيضًا بسلسلة ملفتة للنظر من ظلال على المستقبل. وهذه هي الحالة في الجزء الختامي من يوحنا ٤.
هنا، مرة أخرى، يذكّرنا الوحي المقدس بحالة اليهودية التي يرثى لها أثناء خدمة المسيح الجهارية. سيتضح هذا في العديد من الأحداث:
أولًا: لدينا شهادة الرب نفسه المنطوقة أن لا كرامة له «فِي وَطَنِهِ» «لأَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ شَهِدَ أَنْ: لَيْسَ لِنَبِيٍّ كَرَامَةٌ فِي وَطَنِهِ» (ع ٤٤). كان هذا في تناقض تام مع تجاربه في السامرة.
ثانيًا: بينما يقال لنا: «فَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْجَلِيلِ قَبِلَهُ الْجَلِيلِيُّونَ»؛ لم يقبلوه بسبب أنهم تعرّفوا على مجد شخصه، أو سلطان كلماته المُحيّية، بل لأنهم «كَانُوا قَدْ عَايَنُوا كُلَّ مَا فَعَلَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي الْعِيدِ، لأَنَّهُمْ هُمْ أَيْضًا جَاءُوا إِلَى الْعِيدِ» (٤٥).
ثالثًا: التصريح الذي صرح به المسيح لخادم الملك، كان المقصود منه، بلا شك، الجليليون أيضًا «لاَ تُؤْمِنُونَ إِنْ لَمْ تَرَوْا آيَاتٍ وَعَجَائِبَ» (ع ٤٨). كل هذا يؤكد حالة اليهود، وعجزهم عن أن يُمـيزوا الرب يسوع مسيح الله، وفشلهم في معرفة أن ما يقوله هو الحق.
إن الدروس العملية الـتي نتعلمها من هذا المقطع هي الـتي ينبغي أن تشغل اهتمامنا في لب الأصحاح. لكننا قبل التأمل في ذلك نجري تحليلًا لهذا الجزء الختامي ليوحنا٤:
(١) المسيح يذهب إلى الجليل (ع٤٣).
(٢) أنين المسيح المُحزن (ع٤٤).
(٣) الجليليون يقبلون المسيح (ع٤٥).
(٤) طلب خادم الملك من المسيح (ع٤٦، ٤٧).
(٥) إجابة المسيح (ع ٤٨-٥٠).
(٦) رحلة خادم الملك إلى بيته (ع٥٠-٥٣).
(٧) ثاني معجزة للمسيح في الجليل (ع ٥٤).
«وَبَعْدَ الْيَوْمَيْنِ خَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى الْجَلِيلِ» (يو٤: ٤٣). بلا شك، طرق الله مختلفة عن طرقنا. أثناء تلك الأيام التي قضاها الرب في السامرة آمن به كثـيرون لخلاص نفوسهم. وها المخلص ترك هذا المشهد البهيج ليذهب إلى وطنه حيث لا كرامة له هناك. كم هو واضح أنه لم يُرضِ نفسه! لقد أتى إلى هنا ليفعل مشيئة الآب، وها نحن نراه يتبع المسار المرسوم له. بالتأكيد هنا درس هام لكل خادم لله اليوم: مهما كان النجاح أو الشهرة في مكان ما، علينا بالتحرك طالما أن لله عمل في مكان آخر. إن مشيئة الذي كلَّفنا ينبغي أن تحدد تصرفاتنا. فالفشل لا يؤخرنا، والنجاح لا يضطرنا إلى الجري المحموم. لا الفشل يجعلنا نقلق، فنبحث عن حقل آخر، ولا النجاح يجعلنا نتوقف، عندما يطالبنا الله بالتحرك. فالواحدة منهما، ربما هي تجربة عظيمة كالأخرى تمامًا. أما إذا كنا نتبع الرب لنعرفه، لعرفنا متى نبقى ومتى نرحل.
«وَبَعْدَ الْيَوْمَيْنِ خَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى الْجَلِيلِ». هذا يكمّل ويتمم ما قيل في عددي ٣، ٤. لقد تَرَكَ الرب الْيَهُودِيَّةَ بصحبة تلاميذه بسبب حسد الفريسيين وعداوتهم «وَمَضَى أَيْضًا إِلَى الْجَلِيلِ» (ع ٣). وقبل أن يمضي إلى هناك «َكَانَ لاَ بُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ السَّامِرَةَ» (ع ٤). لقد تعلمنا شيئًا عن معنى: “لا بد له”. لكن إذ قد سدد الرب يسوع الاحتياج في السامرة، مضى من هناك، ووصل إلى الجليل. كان القادة الدينيون في أورشليم ينظرون إلى الجليل بازدراء «قَالُوا: أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مِنَ الْجَلِيلِ يَأْتِي؟ ... فَتِّشْ وَانْظُرْ! إِنَّهُ لَمْ يَقُمْ نَـبِيٌّ مِنَ الْجَلِيلِ» (يو٧: ٤١، ٥٢). هناك كان يوجد “أَذَلُّ الْغَنَمِ”. وتسجل الأناجيل الثلاثة الأوَّل خدمة الفادي الجليلية بإسهاب، أما يوحنا فيعطي ملاحظة مختصرة عنها في المقطع الذي نحن بصدده.
«لأَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ شَهِدَ أَنْ: لَيْسَ لِنَبِيٍّ كَرَامَةٌ فِي وَطَنِهِ» (ع ٤٤). والقرينة تعود إلى ما هو مسجل في لوقا ٤: ١٤-٣٠. لقد «جَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ... وَقَامَ لِيَقْرَأَ»، وقرأ من إشعياء ٦١ معلنًا: «إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ». فتَعَجَّبَ سامعوه، وقالوا: «أَلَيْسَ هذَا ابْنَ يُوسُفَ؟». فكانوا عميانًا تمامًا عن مجده الإلهي. فأجاب الرب وقال لهم: «عَلَى كُلِّ حَالٍ تَقُولُونَ لِي هَذَا الْمَثَلَ: أَيُّهَا الطَّبِيبُ اشْفِ نَفْسَكَ. كَمْ سَمِعْنَا أَنَّهُ جَرَى فِي كَفْرِنَاحُومَ، فَافْعَلْ ذَلِكَ هُنَا أَيْضًا فِي وَطَنِكَ وَقَالَ: ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ مَقْبُولاً فِي وَطَنِهِ» (لو ٤: ٢٣، ٢٤). والدليل على ذلك تم للتو بعدها، حينما أشار المسيح إلى معاملات الله السيادية في القديم بالارتباط مع إيليا وأليشع، فقيل لنا، «فَامْتَلَأَ غَضَبًا جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هَذَا، فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ، وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةَ الْجَبَلِ الَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلُ» (ع ٢٨، ٢٩). وهكذا أهين وشُتِمَ من أولئك الذين عاش بينهم حياة ما قبل الخدمة.
لم تكن له كرامة «فِي وَطَنِهِ»، في الجليل؛ إلا إننا نجده الآن عائدًا إلى الجليل. لماذا إذًا يرجع إلى هناك؟! إن الإجابة على هذا السؤال نجدها في مـتى ٤: ١٢-١٦: «وَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ أَنَّ يُوحَنَّا أُسْلِمَ، انْصَرَفَ إِلَى الْجَلِيلِ. وَتَرَكَ النَّاصِرَةَ وَأَتَى فَسَكَنَ فِي كَفْرَنَاحُومَ الَّتِي عِنْدَ الْبَحْرِ فِي تُخُومِ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِيمَ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: أَرْضُ زَبُولُونَ، وَأَرْضُ نَفْتَالِيمَ، طَرِيقُ الْبَحْرِ، عَبْرُ الأُرْدُنِّ، جَلِيلُ الأُمَمِ. الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا، وَالْجَالِسُونَ فِي كُورَةِ الْمَوْتِ وَظِلاَلِهِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ». إن هذا يمدنا بمثال آخر لطاعة الخادم الكامل، المكتوب عنه: «ثُمَّ قُلْتُ: هنَذَا أَجِيءُ. فِي دَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَـنِّي، لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَلله» (عب ١٠: ٧؛ مز ٤٠: ٧، ٨). إن النبوة ليست فقط الإعلام بما يأتي، بل الإعلان عما يجب أن يكون. النبوة تعلن أوامر الله، لذلك، جاء المسيح إلى هنا ليفعل مشيئة الله، ومشيئة الله المُعلنة في الكلمة النبوية، أعلنت أن الشعب السالك في الظلمة يبصر نورًا عظيمًا، إلخ. (إش ٩: ١، ٢)، فمضى الرب يسوع المسيح إلى هناك.
«لأَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ شَهِدَ أَنْ: لَيْسَ لِـنَبِيٍّ كَرَامَةٌ فِي وَطَنِهِ» (يو ٤: ٤٤). كم يكشف لنا ذلك قلب المخلّص! إنه - تبارك اسمه - لم يكن مُتبلد المشاعر، إذ مر بتلك المشاهد، وكان يتأثر بما يواجه. لم يكن جامدًا للمعاملة التي قابلها «احْتَمَلَ مِنَ الْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِهِ مِثْلَ» (عب ١٢: ٣). إن عدم الاكـتراث به، وعدم الإيمان به، ومقاومة إسرائيل له، اجتمعت عليه، وجعلت «مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَدًا أَكْثَرَ مِنَ الرَّجُلِ» (إش ٥٢: ١٤). اسمعه، وهو يتعجب بروح النبوة: «أَمَّا أَنَا فَقُلْتُ: عَبَثًا تَعِبْتُ. بَاطِلاً وَفَارِغًا أَفْنَيْتُ قُدْرَتِي. لكِنَّ حَقِّي عِنْدَ الرَّبِّ، وَعَمَلِي عِنْدَ إِلهِي» (إش٤٩: ٤). فهنا، حينما نسمعه يشهد: «لَيْسَ لِنَبِيٍّ كَرَامَةٌ فِي وَطَنِهِ»، يُمكننا أن نلمس الأسى في كلماته. لمدة يومين اختـبر أفراح الحصاد، فانتعشت روحه. إن “الطعام” الذي قُدم لنفسه تكوّن ليس فقط من إدراكه بأنه قد تمم مشيئة الذي أرسله، بل أيضًا من إيمان وامتنان المرأة التي آمنت به، وما تبعه من طلب السامريين منه أن يمكث معهم، وإيمان الكثيرين منهم به بسبب كلامه (يو ٤: ٣١-٤٢). لكن هذا الحصاد المبهج كان لفـترة وجـيزة جدًا؛ لقد مكث في السامرة يومين فقط. والآن ها هو يرجع مرة أخرى إلى الجليل، ويذهب بمشاعر حزينة.
«لأَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ شَهِدَ أَنْ: لَيْسَ لِنَـبِيٍّ كَرَامَةٌ فِي وَطَنِهِ». إن استخدامه للفظة “نَبـِيٌّ” هنا، هو مـثير للذكريات والمشاعر؛ إنه اللفظ الذي استخدمته المرأة السامرية، عندما بدأت مَلكة فهمها تستنير «قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَـبِيٌّ!» (ع ١٩). لقد أُكرم فـي السامرة. وآمن السامريون بكلمته المجردة، حيث لم تُجرى أمامهم أية معجزات، لكنه الآن في الجليل يتقابل مع إيمان من نوع متدني جدًا؛ لقد «قَبِلَهُ الْجَلِيلِيُّونَ، إِذْ كَانُوا قَدْ عَايَنُوا كُلَّ مَا فَعَلَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي الْعِيدِ، لأَنَّهُمْ هُمْ أَيْضًا جَاءُوا إِلَى الْعِيدِ» (ع ٤٥).
هكذا أيضًا بيت خَادِم الملِك (ع ٥٣)؛ لم يؤمن إلى أن حدثت معجزة أمام عيونهم. هكذا ظهر التناقض البيّن. في الجليل لم يُكرم لشخصه ولا لكلامه؛ لكنه في السامرة أُكرم. كنبيٌّ لم يكن له كرامة فى الجليل، بينما “قُبِلَ” كصانع معجزات. كـثيرًا ما يتكرر هذا المبدأ اليوم. هناك الكثـير من خدام الله الذين يقدّرون في الخارج أكثر كثـيرًا مما في بلدهم. صحيح القول: “الألفة توَّلد الازدراء”. كثيرًا ما يُحترم المُبشر، ويقدّر عند زيارة حقل بعيد، أكثر مما يحدث وهو بين شعبه وإخوته.
«فَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْجَلِيلِ قَبِلَهُ الْجَلِيلِيُّونَ، إِذْ كَانُوا قَدْ عَايَنُوا كُلَّ مَا فَعَلَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي الْعِيدِ، لأَنَّهُمْ هُمْ أَيْضًا جَاءُوا إِلَى الْعِيدِ» (ع ٤٥). كم يُظهر هذا تقلب الإنسان السريع وضحالة الطبيعة البشرية. فالمسيح لأكثر من عشرين سنة، عاش كالإنسان الكامل، في الجليل. قلما ذُكر لنا أي شيء عن هذه السنوات الـتي سبقت خدمته الجهارية. لكننا نعلم أنه عمل كل شيء حسنًا. سلوكه في الحياة، وطرقه، وتصرفاته، وأفعاله، لا بد وأنها وقفت في تباين تام مع كل من حوله. إذا كان لدى أقرانه وأبناء مدينته أي تمييز روحي، فلا بد أن يكونوا قد رأوا بالفعل أن يسوع الناصري هو بالفعل قدوس الله. لكنهم كانوا عميان من جهة مجده. فالحياة الكاملة التي عاشها بينهم لم تُقدّر، ولم يُعرف كابن الله المتجسد، ولم يُميّزوه.
وها الآن قد تغـيرت الأمور. إذ تركهم النجار المتواضع لبرهة وابتدأ خدمته العلنية. لقد ذهب إلى أورشليم. وهناك طهّر الهيكل بحزم من كل مفاسد. وهناك صنع المعجزات الـتي جعلت الكثـيرين يؤمنون باسمه «وَلَمَّا كَانَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ، آمَنَ كَثِـيرُونَ بِاسْمِهِ، إِذْ رَأَوْا الآيَاتِ الَّتِي صَنَعَ» (يو ٢: ٢٣). كان الكثـيرون من الجليليين قد جاءوا إلى العيد، وشهدوا أعماله العجيبة، فأُخذوا بها، وبلا شك أنهم - عند عودتهم إلى بيوتهم - قالوا لآخرين عما شهدوا. والآن إذ رجع الرب يسوع إلى الجليل، فللوقت “قَبِلَهُ الْجَلِيلِيُّونَ”. وحيث أن صيته كان قد انتشر، تزاحم الناس حوله. هذه هي الطبيعة البشرية. دع أحدهم من المغمورين أن يـترك موطن ميلاده، ثم يصير مشهورًا في بلد ما، ويعود بعدها إلى بلد موطنه، فستتعجب كم من أناس يدّعون صداقته، إن لم يدّعوا قرابته. فالطبيعة البشرية كثـيرة التغـير، وسطحية جدًا، والدرس من كل هذا هو أن نتحذر من أن نضع ثقتنا في أي إنسان، بل بالحري أن نقدّر - بسبب التباين - أمانة ذاك الذي لا يتغير.