أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ ... إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ ... وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هَذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ» (1يو3: 2، 3). «الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ» ... ليس علينا أن ننتظر حتى نُصبح أولاد الله، بل ننتظر المجد العتيد. وهذا المجد هو مجد المسيح. وتوقع هذا المجد هو ما يجعل مجئ المسيح لأجلنا غرضًا لقلوبنا. ورغم أن الموت يُعدّ ربحًا لنا، إلا أن الموت ليس هو رجاءنا (2كو5: 4)، وإنما رجاؤنا هو مجئ المسيح الثاني. ومع أن القديس الذي يرقد هو مغبوط، إلا أن الموت ليس رجاء القديس. رجاؤنا أن “نَكُونُ مِثْلَهُ ... إِذَا أُظْهِرَ”. لا نرقد كلنا ... ولكننا سنتغيَّر إلى صورة ابن الله، ليس كما كان مائتًا مقبورًا، ولكن كما هو الآن مُقامًا مُمجَّدًا. وإذ نتطلَّع إلى المسيح الآن: نُفكّر قائلين: ”إذا كان عليَّ أن أتغيَّر إلى شبه المسيح الآن شيئًا فشيئًا، فلسوف أُصبح على شكله الآن“. وإذ ندرك أنه صعد ليُقدّس ذاته لنا (يو19: 17)، فإننا ننظر إليه باعتباره الغرض والمثال، لنتغيَّر لنصبح مثله بواسطة اللهج عليه، لنختبر القوة العملية الحقيقية التي يُنشئها توقع مجيء الرب. وفي رسالة كولوسي نلمح رغبة الرسول المتأججة لأن نُحْضَر كاملين في المسيح يسوع، حيث يمتلئ القلب بكل ما يخص المسيح. إن المسيح هو «صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ». وبعدما يستطرد الرسول ليصف مجد المسيح، يقول أنه يُريد أن يُحضر كل إنسان كاملاً حسب أمجاد المسيح هذه (كو1: 15-19، 27-29). يا له من فرح! ويا لها من بركة أن أصبح مثل المسيح! بركة يعجز عن تحصيلها الناموس والشهادات. ولكن إذ تتعلَّق عواطفنا بالمسيح فسنصبح مثله الآن، ومن ثم سنتطهّر. داربي
|