حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ، بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا» (حز33: 11)
حدثت وقائع هذه القصة الحقيقية في برية كردستان. ففي مشاجرة بين رجلين، قتل واحد منهما الآخر. وفي الحال هرب مرتكب الجريمة إلى الجبال. لقد تيقن أن ابن الضحية سوف لا يستريح حتى ينتقم منه. وقد أخذ صاحب الثأر يُطارد القاتل ويتبع أثره لأسابيع كثيرة. بينما لاحظ القاتل الهارب علامات مميزة على أن الشاب كان يجد في أثره بحمية وتصميم.
وفي أحد الأيام نام الرجل القاتل تحت ظل شجرة، وفجأة استيقظ بسبب هزة شديدة، وقد شعر بيد على كتفه، وعندما فتح عينيه استقر نظره على عيني مطارده، الذي سأله بعنف: “هل أنت قاتل أبي؟” فأجاب القاتل: “لماذا أستمر في الهروب؟! لقد أصابني الإعياء. نعم، أنا قتلت أباك. لذا اقتلني الآن!”.
وإذا بتغيير عجيب أنار وجه الشاب وهو يقول: “أصغ إليَّ: أنا مؤمن مسيحي، وقد عرفت ماذا يعني الغفران. لقد كنت أتبعك لأسابيع طويلة لكي أُخبرك أنني قد غفرت لك. لقد أردت أن أجدك لكي أخبرك أن تعود إلى بيتك، وتعيش في سلام!”
كثيرون من الناس يفكرون في الله من جانب واحد. إنهم ينظرون إليه كمن يقتفي أثرهم لكي يدينهم على خطاياهم وآثامهم. وهذا يجعلهم مُتعبين وغير مستريحين، متذكرين مسؤوليتهم من نحوه، وذنبهم الذي يقترفونه في حقه. هذا في الحقيقة هروب من الله العادل وعقوبته. لكن هذا لن يجديهم نفعًا. إن الله لا يستطيع أن يتغاضى عن الخطية كما يتصور البعض؛ إنه قدوس وعادل، لكنه أيضًا محبة. لقد بذل ابنه الوحيد لأجلنا. ولأن الرب يسوع المسيح قد حمل عقوبتنا على الصليب، فإن الله يستطيع أن يهبنا غفرانًا كاملاً.
عزيزي القارئ:
هل تأتي إلى هذا الإله المحب معترفًا بخطاياك وإجرامك في حقه؟
إنه مستعد أن يغفر لك كل خطاياك إذا اعترفت أمامه بأنك خاطئ يستحق الهلاك، وتؤمن بأن يسوع المسيح قد ناب عنك بموته على الصليب حيث حمل خطاياك ودفع عقوبتها كاملة لله.
لا داعي للهروب من وجه الله. إنه يحبك ويريد أن يسامحك ويُعطيك حياة أبدية مجانًا، إذا آمنت إيمانًا قلبيًا بابنه الرب يسوع المسيح. وهكذا تقضي حياتك في سلام وطمأنينة.
عن الإنجليزية
|