أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يناير السنة 2011
أطلال بابل
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ
لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ» (مت5: 18)

دخل رائد في الجيش الإنجليزي في مناامية الوطيس مع أحد خدام الرب، يطلب برهانًا واضحًا مقنعًا يُثبت أن الكتاب المقدس هو بالحقيقة كلمة الله، وليس ديباجة إنسان. وعلم خادم الرب أن الرائد الإنجليزي سبق له الخدمة في الشرق الأوسط، وأنه قضى وقتًا طويلاً متنقلاً بين أرجائه، فسأله إن كان زار بابل. وفي الحال شرع الأخير يُخبره بإسهاب عما لاقاه هناك. قال:

تغصّ أطلال بابل بالحيوانات البرية والمتوحشة التي تعد هدفًا ثمينًا للصيادين، فطلبت من أحد الشيوخ هناك إذنًا بالصيد وحامية من الصيادين الذين يعرفون خبايا المنطقة، فأذن لي، وزودني بمجموعة من الصيادين العرب ليرافقوني إلى أطلال الناحية القديمة من المدينة. ولكن عند حلول المساء حلَّ الصيادون العرب خيامهم ورحلوا عن المنطقة. أما أنا فببساطة أردت أن أواصل الصيد. وفي الصباح التالي شكوت إلى الشيخ ، ولكن – لدهشتي – كانت إجابته: “قضاء الليل هناك خطير جدًا نظرًا لأن المنطقة تعج بالحيوانات المتوحشة ... لا أحد يبقى هناك بعد غروب الشمس”.

وعلى الأثر فتح خادم الرب كتابه المقدس وقرأ من إشعياء13: 19-22:

«وَتَصِيرُ بَابِلُ، بَهَاءُ الْمَمَالِكِ وَزِينَةُ فَخْرِ الْكِلْدَانِيِّينَ، كَتَقْلِيبِ اللَّهِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ. لاَ تُعْمَرُ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ تُسْكَنُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ، وَلاَ يُخَيِّمُ هُنَاكَ أَعْرَابِيٌّ، وَلاَ يُرْبِضُ هُنَاكَ رُعَاةٌ. بَلْ تَرْبُضُ هُنَاكَ وُحُوشُ الْقَفْرِ، وَيَمْلأُ الْبُومُ بُيُوتَهُمْ، وَتَسْكُنُ هُنَاكَ بَنَاتُ النَّعَامِ، وَتَرْقُصُ هُنَاكَ مَعْزُ الْوَحْشِ، وَتَصِيحُ بَنَاتُ آوَى فِي قُصُورِهِمْ، وَالذِّئَابُ فِي هَيَاكِلِ التَّنَعُّمِ».

ذهل الرائد عندما اكتشف دقة النبوة التي تنبأ بها إشعياء قبل نحو 2700 سنة، وأنهى المناقشة وهو ما زال يفكر في الموضوع بعمق.
v.