أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يناير السنة 2011
هل يقول الله أنتظر - للمتألمين
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
لاَ يَمْنَعُ خَيْرًا عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ»
(مز84: 11)

غالبًا ما تكون أصعب أيام الحياة هي التي نجد فيها أن كل ما نعرفه عن الله يبدو - حسب الظاهر - أنه لا يفيدنا، أو لا يأتينا بالنتائج والاستجابات التي كنا نرجوها. ولكن هذا هو الوقت الذي نتعلم فيه عن حكمة صمت الله.

فحينما يكف الله عن التكلّم فهو يُعلِّمنا حتى في الصمت. إنه يتيح لنا فرصة للنمو، بإرغامنا على التفكير والتحليل والوصول إلى استنتاجات، في الوقت الذي يقف فيه جانبًا يرقبنا كأب مُحبّ. إن الإيمان يأتي بالاستماع، أما الصبر فبالسكوت. والصبر هو عطية الله عندما تبقى الظروف الصعبة دون تغيير، فهو بمثابة المُسكن للقلب المضطرب، والبلسم الذي يدهن به عضلاتك المتوجعة، عندما تبدو متوترًا إلى حد الانهيار؛ وهناك أوقات يطول فيها الألم فلا يُمكن لغير الله أن يمدك فيها بالصبر المطلوب، بالنعمة المطلقة، لتمر عبر هذا الألم.

هناك فوائد جمة نجنيها من الانتظار. فمثلاً لو تعلمت كيف تنتظر وتلاحظ الأمور ستقوم باختيار الأفضل؛ فما تظن أنك لا تستطيع العيش بدونه اليوم ربما تكون سعيدًا بدونه غدًا، لأنه «لاَ يَمْنَعُ خَيْرًا عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ» (مز84: 11). لذلك عندما يقول الله “انتظر”، ثق به؛ فإما أنك لست بحاجة إلى هذا الأمر في هذا الوقت، أو أن لديه شيئًا آخر أفضل لك. ربما تقول: “لكن ماذا عساي أن أفعل في الوقت الحاضر؟” يقول الكتاب: «انْتَظِرِ الرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ، وَانْتَظِرِ الرَّبَّ» (مز27: 14). كُفْ عن الشكوى، وكُفْ عن العَجلَة، ودع الله يعمل، لتخرج من هذا الظرف أقوى، وبنتائج أفضل.

بوب جاس