«وَبَعْدَ هَذَا خَرَجَ فَنَظَرَ عَشَّارًا اسْمُهُ لاَوِي جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ فَقَالَ لَهُ: ﭐتْبَعْنِي. فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَامَ وَتَبِعَهُ. وَصَنَعَ لَهُ لاَوِي ضِيَافَةً كَبِيرَةً فِي بَيْتِهِ. وَالَّذِينَ كَانُوا مُتَّكِئِينَ مَعَهُمْ كَانُوا جَمْعًا كَثِيرًا مِنْ عَشَّارِينَ وَآخَرِينَ» (لو5: 27-29)
قال الرب ببساطة: «ﭐتْبَعْنِي»، ولكن “لاَوِي” أحسَّ بما فيها من قوة. ما الذي ميَّز هذه الكلمة عن غيرها (اتبعني)؟ لا شيء، ولكن على الرغم من كل الاعتبارات، ورغمًا عن نفسه، قام “لاَوِي” وتبع يسوع. ما هي القوة التي اجتذبت “لاَوِي” وأغرته بأن يتبع يسوع تاركًا كل ما له في العالم؟ إنه صوت الرب الذي يكسر الأرز (مز29: 5)!
هل اختبرت لحظة كتلك؟ إننا لن ندنو من قدمي يسوع إلا إذا اجتذبنا الرب. لقد استجاب “لاَوِي” دعوة الرب، ثم صنع له ضيافة كبيرة. وبذكاء مبارك وجميل دعا للضيافة أولئك الذين جاء الرب ليطلبهم ويُخلّصهم. وفي اللحظة التي فيها بدأ يتمتع بالشركة مع الرب، عرف فيها فكر الرب؛ فدعا هذه الرفقة. وما هو الغرض من هذه الوليمة؟ إنه معرفة الرب نفسه.
لقد صنع هذا الإنسان المسكين ضيافة له. ووجد الرب كل سروره فيها. وللتو تحوَّل من ضيف إلى مُضيف، كما فعل في مرة أخرى مع التلميذين المسافرين إلى عمواس. لقد أحال نفسه من ضيف في ضيافة “لاَوِي” إلى مُضيف لها. لقد أجاب الفريسيين: «(أنا) لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ (أنا جئتُ لأدعو) خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ» (ع32) ... أنا الذي صنعت الضيافة لا “لاَوِي”.
لقد صنع “لاَوِي” الضيافة في توافق قلبي عميق مع فكر سيده.
هل في بيتك مائدة يستطيع الرب أن يقول إنَّه هو الذي صنعها وليس أنت؟ يا له من أمر مبارك أن نكون في شركة شخصيه معه لنعرف فكره. دع الفريسيين يعترضون كما شاءوا، وماذا يستطيع الفريسيون المتربصون بنا فعله؟ إننا – أنت وأنا – إنما نبغي الفرح في المسيح. وإذا كان هذا فعلاً ما ننشده سنُحرز نصرة أعظم على العالم.
بللت