|
|
|
أصنعوا هذا لذكري
|
|
«نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً» (١يو٤: ١٩)؛ هذا هو ما يُعبّر عنه عشاء الرب، الذي فيه نذكر حب المسيح الرائع اللا نهائي. ونحن نتجاوب مع هذا الحب بتذكّر شخص الرب. وهذا الحب هو الذي يدفعنا في طريق الخدمة. ولكن قبل أن نخدمه ينبغي أولاً أن نُحبه، ذاكرين شخصه، الذي هو حبيب نفوسنا! وفي عشاء الرب نحن نُعلن موت الرب، منتظرين مجيئه (١كو١١: ٢٦)، والمؤمنون الذين يصنعونه هم جماعة شاهدة؛ إنهم يصنعونه كعبيد، وكشهود، وكأخوة، في ضوء مجيئه القريب. وهذا يُحتم عليهم التزامًا أدبيًا مِنْ الحكم على الذات، والاستعداد الروحي. إنه صنيع يدل على محبتنا للرب، والإكرام للشخص الذي نُحبه، رغم كونه مرفوضًا في العالم. عقب فشل حملة نابليون على روسيا سنة ١٨١٢ عاد الجنود الذين شكّلوا الجيش إلى بلادهم. وكان ضمن النسوة اللواتي انتظرن أحبائهن، شابة ارتدت ثوب الزفاف في انتظار محبوبها. ولكن حبيبها كان قد لقى حتفه في ميدان القتال. وعبثًا انتظرت رجوعه إلى أن ماتت هي أيضًا. وواضح أنها كانت مستعدة لرجوع حبيبها. والسؤال: هل نحن مستعدون للقاء حبيبنا؟ وماذا عن ثوب زفافنا؟ إن رؤيا ١٩: ٧، ٨ يُرينا أنه مُعدّ لنا بالنعمة، إلا أنه – من الناحية الأخرى – يتكوَّن من أعمال البر العملي في حياتنا «لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ! لأَنَّ عُرْسَ الْحَمَلِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزًّا نَقِيًّا بَهِيًّا، لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ». وما معنى ذلك إلا الأمانة له – تبارك اسمه – في عالم يرفضه! وما هو أفضل ما يُمكن عمله لإكرامه إلا الاستعداد لملاقاته؛ نخدمه بأمانة، وباتباع آثار خطواته، والتمثل به، بإظهاره في المحبة الأخوية، وبأن نكون شهوده، وبأن نكون مُطيعيين لوصيته: «اصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي».
|
ألفريد بوتر
|
|
|
|