خواطر في سفر هوشع9
عزيزى القارئ، لازلنا نقف وقفة تأملية طويلة أمام بعض من آيات هذا السفرالنفيس،ففي المقالتين السابقتين تأملنا في ثلاثِ آياتٍ:
1- «لِذَلِكَ هَأَنَذَا أُسَيِّجُ طَرِيقَكِ بِـالشَّوْكِ، وَأَبْنِي حَائِطَهَا حَتَّى لاَ تَجِدَ مَسَالِكَهَا. فَتَتْبَعُ مُحِبِّيهَا وَلاَ تُدْرِكُهُمْ، وَتُفَتِّشُ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَجِدُهُمْ. فَتَقُولُ: أَذْهَبُ وَأَرْجِعُ إِلَى رَجُلِي الأَوَّلِ، لأَنَّهُ حِينَئِذٍ كَانَ خَيْرٌ لِي مِنَ الآنَ» (هو2: 6، 7).
2- «لَكِنْ هَأَنَذَا أَتَمَلَّقُهَا وَأَذْهَبُ بِهَا إِلَى الْبَرِّيَّةِ وَأُلاَطِفُهَا، وَأُعْطِيهَا كُرُومَهَا مِنْ هُنَاكَ، وَوَادِي عَخُورَ بَابًا لِلرَّجَاءِ. وَهِيَ تُغَنِّي هُنَاكَ كَأَيَّامِ صِبَاهَا، وَكَيَوْمِ صُعُودِهَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ» (هو2: 14، 15).
3- «وَرَأَى أَفْرَايِمُ مَرَضَهُ وَيَهُوذَا جُرْحَهُ، فَمَضَى أَفْرَايِمُ إِلَى أَشُّورَ، وَأَرْسَلَ إِلَى مَلِكٍ عَدُوٍّّ. وَلَكِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَشْفِيَكُمْ وَلاَ أَنْ يُزِيلَ مِنْكُمُ الْجُرْحَ. لأَنِّي لأَفْرَايِمَ كَالأَسَدِ وَلِبَيْتِ يَهُوذَا كَشِبْلِ الأَسَدِ. فَإِنِّي أَنَا أَفْتَرِسُ وَأَمْضِي وَآخُذُ وَلاَ مُنْقِذٌ» (هو5: 13، 14).
خلال تأملاتِنا في هذهِ الآيات، استطعنا أن نرى جليِّا وبدون جهدٍ:
أ) قلب أفرايم وما يفيض به من جُنوحٍ صْوبَ الشرِ، ومن اعوجاجٍ ذميم، جعلَه يبغض كل مستقيم، وفى النهايةِ غدا بقلبٍ، كذا ببدنٍ سقيم.
ب) قلب يهوه وما يفيض به من حُبٍ حميم، على أنه لا يمنعه من الحكم القويم، وكيف يقود قلوبَ الجانحين، ولو عبْرَ دربٍ طويلٍ أليم، إلى سُبُل البِرَّ نادمين، معتَرِفين بشرهم بل وأخيرًا مُبرِمين، نياتٍ مُخلصةً للسير وراءَ السيد، صاحبِ القلبِ الفياضِ الكريم.
رأينا في الآيات السابقة، كيف راح أفرايم ليتبَعَ محبيه مع أنه لم يدركهم، بل وأخذ يفتش عليهم وفي النهايةِ لم يجدهم، كذا آن مَرَضِهِ وجُرحِهِ مضى إلى أشور بل وأرسَل إلى أعدائِهِ، متوددًا لهم، طالبًا المعونة، ولكن هيهات، فمن ذا الذى يَصُبُّ زيتًا وخمرًا على جراح المُبتلين، إلا هذا الملاطفُ الكيِّس، مُرجِعُ الكروم وواهِبُ الأغاني، بل وفاتحٌ بابَ الرجاءِ، لمن أوصدوه طويلاً فى وجوهِهِم، ورغمَ كدرِ عخور وفرط بلائِهِ، يستطيع أن يملأ النفس آمالاً مُقَدسةً مع ملء عزائِهِ.
في هذهِ المرة، سنقف وقفةً تأملية جديدة أمام آيةٍ من آيات هذا السفر:
الآية الرابعة:
«لاَ يُخَلِّصُنَا أَشُّورُ. لاَ نَرْكَبُ عَلَى الْخَيْلِ، وَلاَ نَقُولُ أَيْضًا لِعَمَلِ أَيْدِينَا: آلِهَتَنَا. إِنَّهُ بِكَ يُرْحَمُ الْيَتِيمُ» (هو14: 3).
قارئي: من قائل هذهِ العبارة، ولمن يقولها ومتى سيُنطَق بها؟
إن قائل هذهِ العبارة هو أفرايم بعينِهِ، ويقولها للرب الذي كثيرًا ما جَرح أفرايم قلبَه. ولكنهم سينطقون بها نبويًا، آن ردِهم للبركة المستقبلية، وبعد معاملات الرب معهم بسياستِهِ التأديبية. وأما من وجهة نظر تطبيقية، فسينطقون بها كما يمكن أن ننطق بها نحن الآن، بعد تعلمِنا الدرس، وحفره عميقًا في وجداننا، بل وبعد إهابتِهِ بنا للتعقل ولحسن رجوعنا.
فها الربُ يوجه لإسرائيل على لسانِ نبيِّه، نداءً مؤثِرًا للغاية، وسيتردد أصداؤه مجلجلاً في قلوبهم: «ارْجِعْ يَا إِسْرَائِيلُ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكَ، لأَنَّكَ قَدْ تَعَثَّرْتَ بِإِثْمِكَ. خُذُوا مَعَكُمْ كَلاَمًا وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ. قُولُوا لَهُ: ارْفَعْ كُلَّ إِثْمٍ وَاقْبَلْ حَسَنًا، فَنُقَدِّمَ عُجُولَ شِفَاهِنَا» (هو14: 1، 2)
وضمن ما سيقولونَه هذهِ الآية الجميلة موضوع تأملِنا: «لاَ يُخَلِّصُنَا أَشُّورُ. لاَ نَرْكَبُ عَلَى الْخَيْلِ، وَلاَ نَقُولُ أَيْضًا لِعَمَلِ أَيْدِينَا: آلِهَتَنَا. إِنَّهُ بِكَ يُرْحَمُ الْيَتِيمُ» (هو14: 3).
كثيرًا ما قال أفرايم وقالت هذهِ الأمة بل وقال الإنسان بصفةٍ عامة وبئس ما قال. ماذا قالوا؟
«لأَنَّ أُمَّهُمْ قَدْ زَنَتِ. الَّتِي حَبِلَتْ بِهِمْ صَنَعَتْ خِزْيًا. لأَنَّهَا قَالَتْ: أَذْهَبُ وَرَاءَ مُحِبِّيَّ الَّذِينَ يُعْطُونَ خُبْزِي وَمَائِي، صُوفِي وَكَتَّانِي، زَيْتِي وَأَشْرِبَتِي» (هو2: 5).
«إِنَّهُمُ الآنَ يَقُولُونَ: لاَ مَلِكَ لَنَا، لأَنَّنَا لاَ نَخَافُ الرَّبَّ، فَالْمَلِكُ مَاذَا يَصْنَعُ بِنَا؟» (هو10: 3).
«فَقَالَ أَفْرَايِمُ: إِنِّي صِرْتُ غَنِيًّا. وَجَدْتُ لِنَفْسِي ثَرْوَةً. جَمِيعُ أَتْعَابِي لاَ يَجِدُونَ لِي فِيهَا ذَنْبًا هُوَ خَطِيَّةٌ» (هو12: 8).
يا لخزي أولئك القوَّالين، أليس عن شرور بيت إسرائيل بصفةٍ عامة، يكتب إرميا: «قَائِلِينَ لِلْعُودِ: أَنْتَ أَبِي، وَلِلْحَجَرِ: أَنْتَ وَلَدْتَنِي. لأَنَّهُمْ حَوَّلُوا نَحْوِي الْقَفَا لاَ الْوَجْهَ، وَفِي وَقْتِ بَلِيَّتِهِمْ يَقُولُونَ: قُمْ وَخَلِّصْنَا» (إر2: 27).
وها اللاودوكي المنتفخ باطلاً كذلك: «لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ» (رؤ3: 17).
وها البقية العائدة من السبي، في أيام ملاخي، يوبخهم الرب على فم نبيِهِ: «أَقْوَالُكُمُ اشْتَدَّتْ عَلَيَّ، قَالَ الرَّبُّ. وَقُلْتُمْ: مَاذَا قُلْنَا عَلَيْكَ؟» (ملا3: 13).
وها الرب يتوعد أولئك القوَّالين في سفر هوشع:
«... يَسْقُطُ رُؤَسَاؤُهُمْ بِـالسَّيْفِ مِنْ أَجْلِ سَخَطِ أَلْسِنَتِهِمْ. هَذَا هُزْؤُهُمْ فِي أَرْضِ مِصْرَ» (هو7: 16).
«وَتُخْرَبُ شَوَامِخُ آوَنَ، خَطِيَّةُ إِسْرَائِيلَ. يَطْلُعُ الشَّوْكُ وَالْحَسَكُ عَلَى مَذَابِحِهِمْ، وَيَقُولُونَ لِلْجِبَالِ: غَطِّينَا، وَلِلتِّلاَلِ: اسْقُطِي عَلَيْنَا» (هو10: 8).
ولكن بعد ماضٍ أليم، يعود أفرايم، فيتعلم ما يقول، وما أجمل ما سيقول، بل وما أجمل ما قاله الابن الضال مع نفسه، وما أبرم أن يقوله لأبيه: «فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ» (لو15: 18،17). ولكن ماذا يقول أفرايم؟
في هذا الأصحاح؛ أقصد الإصحاح الأخير من نبوة هوشع، نسمعه يقول مرتين:
أ) «قُولُوا لَهُ: ارْفَعْ كُلَّ إِثْمٍ وَاقْبَلْ حَسَنًا، فَنُقَدِّمَ عُجُولَ شِفَاهِنَا. لاَ يُخَلِّصُنَا أَشُّورُ. لاَ نَرْكَبُ عَلَى الْخَيْلِ، وَلاَ نَقُولُ أَيْضًا لِعَمَلِ أَيْدِينَا: آلِهَتَنَا. إِنَّهُ بِكَ يُرْحَمُ الْيَتِيمُ» (هو14: 2، 3).
ب) «يَقُولُ أَفْرَايِمُ: مَا لِي أَيْضًا وَلِلأَصْنَامِ؟». وما أجمل ما يُجيبُه به الرب: «أَنَا قَدْ أَجَبْتُ فَأُلاَحِظُهُ ... مِنْ قِبَلِي يُوجَدُ ثَمَرُكِ» (هو14: 8).
«لاَ يُخَلِّصُنَا أَشُّورُ. لاَ نَرْكَبُ عَلَى الْخَيْلِ»
كثيرًا ما نظن يا أخي، أن المعونة والخلاص، قد تنحدر لنا من كثيرين، وقد يتركنا الرب وقتًا لنختبر عدم واقعية هذه الفكرة، ألم ينفُض قديمًا، أيوب المبتلي، يده من دوائر المعونة المختلفة، المتعارَف عليها، فانحدر له العون هاطلاً من الرب نفسِهِ، بعد أن تعلم هذا الدرس النفيس؟ ألم ينفُض يدَه من معونة:
أ) أمه: «لِمَاذَا أَعَانَتْنِي الرُّكَبُ، وَلِمَ الثُّدِيُّ حَتَّى أَرْضَعَ؟» (أي3: 12).
ب) نفسه: «أَلاَ إِنَّهُ لَيْسَتْ فِيَّ مَعُونَتِي، وَالْمُسَاعَدَةُ مَطْرُودَةٌ عَنِّي!» (أي6: 13).
ج) أصدقائه: «أَمَّا أَنْتُمْ فَمُلَفِّقُو كَذِبٍ. أَطِبَّاءُ بَطَّالُونَ كُلُّكُمْ. لَيْتَكُمْ تَصْمُتُونَ صَمْتًا. يَكُونُ ذَلِكَ لَكُمْ حِكْمَةً» (أي13: 4، 5).
«لاَ يُخَلِّصُنَا أَشُّورُ. لاَ نَرْكَبُ عَلَى الْخَيْلِ»
ما أجمل أن يرجعَ أفرايم، إلى رد فعل أبي الأسباط، يومَ أن رأى بمنظار النبوة العسر والضيق الذي سيحل بهذهِ الأمة، الذي سيدفع أمناءَهم هاربين، لاذين بالجبال، خارج أورشليم المحبوبة، فارِّين، غير مستدفئين بجناح الأرجاس، راكبين على الفرس، ولكن سوف لا يقوى الفرس على تنجيتهم، فصرَخَ مستمطرًا قوات ورأفات السماء: «يَكُونُ دَانُ حَيَّةً عَلَى الطَّرِيقِ، أُفْعُوانًا عَلَى السَّبِيلِ، يَلْسَعُ عَقِبَيِ الْفَرَسِ فَيَسْقُطُ رَاكِبُهُ إِلَى الْوَرَاءِ. لِخَلاَصِكَ انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ» (تك49: 17، 18).
بل وما أجمل أن نرجِعَ نحن أيضًا فنتعلم هذا الدرس، أقصد أن أشور لا يخلص، والخيل لا تنجِّي، فننشد: «هُوَذَا اللَّهُ خَلاَصِي فَأَطْمَئِنُّ وَلاَ أَرْتَعِبُ، لأَنَّ يَاهَ يَهْوَهَ قُوَّتِي وَتَرْنِيمَتِي وَقَدْ صَارَ لِي خَلاَصًا. فَتَسْتَقُونَ مِيَاهًا بِفَرَحٍ مِنْ يَنَابِيعِ الْخَلاَصِ» (إش12: 2، 3).
«وَلاَ نَقُولُ أَيْضًا لِعَمَلِ أَيْدِينَا: آلِهَتَنَا. إِنَّهُ بِكَ يُرْحَمُ الْيَتِيمُ»
ومما يستلفت النظر، أن هذهِ الآية موضوع تأملِنا، التى ترينا أفرايم وقد تعلم ما يجب أن يأخذه من كلامٍ رخيم، يعبر عن توبةِ قلبٍ وقد اتَخَذ مسلكًا قويمًا، ويعود به إلى الربِ، فنسمعه يقول: «وَلاَ نَقُولُ أَيْضًا». ليت الرب يجعلنا نتوب فنقول، ونتوب أيضًا فلا نقول. كثيرًا ما أغاظ أفرايم الرب بالأوثان، حتى إننا نقرأ في السفر ذاته:
«أَفْرَايِمُ مُوثَقٌ بِـالأَصْنَامِ. اتْرُكُوهُ» (هو4: 17). ولكننا هنا نقرأ عن توبةٍ حقيقية تجعله يُقر: «وَلاَ نَقُولُ أَيْضًا لِعَمَلِ أَيْدِينَا: آلِهَتَنَا»، بل: «يَقُولُ أَفْرَايِمُ: مَا لِي أَيْضًا وَلِلأَصْنَامِ؟» (هو14: 8). أليس على هذا الشر، تهكَّم النبي إشعياء، مُظهرًا للشعب حماقتَه، ولا أقول ضآلة عقلهِ، بل جنونَ وغيابَ عقلهِ فقال: «قَطَعَ لِنَفْسِهِ أَرْزًا وَأَخَذَ سِنْدِيَانًا وَبَلُّوطًا، وَاخْتَارَ لِنَفْسِهِ مِنْ أَشْجَارِ الْوَعْرِ. غَرَسَ سَنُوبَرًا وَالْمَطَرُ يُنْمِيهِ. فَيَصِيرُ لِلنَّاسِ لِلإِيقَادِ. وَيَأْخُذُ مِنْهُ وَيَتَدَفَّأُ. يُشْعِلُ أَيْضًا وَيَخْبِزُ خُبْزًا، ثُمَّ يَصْنَعُ إِلَهًا فَيَسْجُدُ! قَدْ صَنَعَهُ صَنَمًا وَخَرَّ لَهُ. نِصْفُهُ أَحْرَقَهُ بِالنَّارِ. عَلَى نِصْفِهِ يَأْكُلُ لَحْمًا. يَشْوِي مَشْوِيًّا وَيَشْبَعُ! يَتَدَفَّأُ أَيْضاً وَيَقُولُ: بَخْ! قَدْ تَدَفَّأْتُ. رَأَيْتُ نَارًا. وَبَقِيَّتُهُ قَدْ صَنَعَهَا إِلَهًا صَنَمًا لِنَفْسِهِ! يَخُرُّ لَهُ وَيَسْجُدُ، وَيُصَلِّي إِلَيْهِ وَيَقُولُ: نَجِّنِي لأَنَّكَ أَنْتَ إِلَهِي» (إش44: 14-17).
ليتنا نتعلم الدرس، كما أفرايم تمامًا: «أَيُّهَا الأَوْلاَدُ احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الأَصْنَامِ. آمِينَ» (1يو5: 21).
«إِنَّهُ بِكَ يُرْحَمُ الْيَتِيمُ»
إن كان أفرايم، بعد تعلمه الدرس، سيقول هذهِ الكلمات المؤثرة التى تأملناها في هذهِ الآية، وأما عن هذه الجزئية، فسوف لا يقولها فقط، ولكن ستهتفُ بها الأمة أيضًا، وأقول تهتف، لأن داود يهيب بهم: «غَنُّوا لِلَّهِ. رَنِّمُوا لاِسْمِهِ ... وَاهْتِفُوا أَمَامَهُ. أَبُو الْيَتَامَى وَقَاضِي الأَرَامِلِ» (مز68: 4، 5).
وما أجمل أن تُدرك قلوبُنا جميعًا، وفرة مشاعر الأبوة وفيض الأمومة في قلبِ الله من نحونا فنقول: «إليك يُسلِم المسكين أمرَه. أنت صرتَ معين اليتيم» (مز10: 14)
«إِنَّهُ بِكَ يُرْحَمُ الْيَتِيمُ»
أليس إلى هذا القلب الموفور بالمحبة، وجَّهَ بوعز نَظَر راعوث: «إِنَّنِي قَدْ أُخْبِرْتُ بِكُلِّ مَا فَعَلْتِ ... حَتَّى تَرَكْتِ أَبَاكِ وَأُمَّكِ وَأَرْضَ مَوْلِدِكِ ... لِيُكَافِئِ الرَّبُّ عَمَلَكِ، وَلْيَكُنْ أَجْرُكِ كَامِلاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي جِئْتِ لِكَيْ تَحْتَمِي تَحْتَ جَنَاحَيْهِ» (را2: 11، 12).
ستبقى لنا يا سيدي
أبًا على مر الزمان
ستبقى حبًا كاملاً
بل رائعًا يُحي الكيان
بطرس نبيل
|