أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يناير السنة 2013
قداسة الله وخطية موسى
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
تث32   مز106  عد20؛ 27
 
أخطأ موسى عندما ضرب الصخرة بدلاً من أن يُكلّمها (عد20)، فكيف رأى الرب خطية موسى هذه؟ وكيف وصفها؟ إن إجابة هذا السؤال تُظهر مدى قداسة الله.  فإذا كان الله لم يتساهل مع عبده موسى، وحرمه هو وهارون مِنْ دخول الأرض نتيجة هذه الخطية، بل وأطلق على هذه الخطية خمسة أوصاف خطيرة، فعلينا أن نتحذر ونحن نتعامل مع هذا الإله القدوس لأنه ”نار أكلة“.

وصف الرب الخماسي لخطية موسى:

(1) عدم إيمان: «فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لمْ تُؤْمِنَا بِي» (عد20: 12).  لقد ظهر عدم إيمان موسى بالرب عندما قال أمام الصخرة: «أَ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ نُخْرِجُ لكُمْ مَاءً؟» (عد20: 10)، وكأنه لم يكن مُصدّقًا لإمكانية أن يحدث هذا، والرب قد سجل هذا الجانب في خطية موسى بدقة.

(2) إهانة للرب وعدم تقديس له (عدم تمجيد له): «مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي إِسْرَائِيل» (عد20: 12؛ تث32: 51).  عندما يكسر الإنسان كلام الرب فهذا يحمل إهانة لله، وعدم تقديس له أي عدم تمجيد لشخصه، وهذا هو ما صدر من موسى هنا.  وللأسف فقد حدثت هذه الإهانة أمام أعين بني إسرائيل، فبدلاً من أن يمجد موسى الرب أمامهم، أهانه!

(3) عصيان للرب: «لأَنَّكُمَا فِي بَرِّيَّةِ صِينَ، عِنْدَ مُخَاصَمَةِ الجَمَاعَةِ، عَصَيْتُمَا قَوْلِي أَنْ تُقَدِّسَانِي بِالمَاءِ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ» (عد27: 14).  إن ضرب الصخرة كان فيه عصيان على الله، ورفض لأقواله، لأن أمر الرب كان بأن يكلما الصخرة.

(4) خيانة للرب: «لأَنَّكُمَا خُنْتُمَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل» (تث32: 51).  هذا جانب آخر في خطية موسى، فالرب يصف ما فعله موسى وهارون بأنه نوع من الخيانة.  هنا نرى سقوط موسى كوكيل لله في وسط بني إسرائيل، وكان دوره أن يتحرك بحسب أوامر مَن وكَّله، ولكنه تصرف عكس أوامر سيده، وبهذا خان سيده.

(5) فرط بشفتيه: «لأَنَّهُمْ أَمَرُّوا رُوحَهُ حَتَّى فَرَطَ بِشَفَتَيْهِ» (مز106: 33).  لقد فرط موسى بشفتيه في جانبين: الجانب الأول عندما خاطب الشعب بعبارة «اسْمَعُوا أَيُّهَا المَرَدَةُ» (عد20: 10)، ومع أن هذه كانت حقيقتهم ولكن الرب وصف ما فعلوه بوصف مختلف عن وصف موسى، فقد وصفه بمخاصمة بني إسرائيل (عد27: 14) وهذا يعكس احتياجنا للدقة في كلامنا وبالأخص عندما نغضب.  الجانب الثاني عندما سأل في عدم إيمان بالله «أَ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ نُخْرِجُ لكُمْ مَاءً؟» (عد20: 10).

نستطيع أن نجمل خطية موسى كالآتي:
                                      في خطيته يظهر شر القلب في عدم الإيمان بالله.
                                             ويظهر الشر في العمل وهو متمثل في العصيان والخيانة.
                                                                      ثم يظهر الشر في الفم عندما فرط بشفتيه.
                                                                    ونهاية كل هذا مجتمع معًا هو إهانة الله، وعدم تمجيده.

وإذا كان الرب إزاء خطية واحدة فعلها موسى رآها بهذا الشكل، فماذا عن كل الخطايا التي ارتكبها البشر وطوال تاريخهم؟! شيء طبيعي أنه عندما سيدين الله البشر، سيستد كل فم ويصير كل العالم تحت قصاص من الله.  وكم كان داود محقًا عندما قال: «وَلاَ تَدْخُلْ فِي الْمُحَاكَمَةِ مَعَ عَبْدِكَ فَإِنَّهُ لَنْ يَتَبَرَّرَ قُدَّامَكَ حَيٌّ» (مز143: 2).
  


÷سحق شحاته