أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يناير السنة 2013
بيت المؤمن
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
فَالْتَفِتْ إِلَى صَلاَةِ عَبْدِكَ وَإِلَى تَضَرُّعِهِ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي، وَاسْمَعِ الصُّرَاخَ وَالصَّلاَةَ الَّتِي يُصَلِّيهَا عَبْدُكَ أَمَامَكَ الْيَوْمَ.  لِتَكُونَ عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ عَلَى هَذَا الْبَيْتِ لَيْلاً وَنَهَارًا» (1مل8: 28، 29)

نعيش في زمن صعب وعصيب، صارت فيه بيوتنا غرضًا مُستهدفًا لسهام عدو نفوسنا.  فالكثيرون من الرجال والنساء يتجنبون الالتزام بحياة زوجية صحيحة، وآخرون يفصمون هذا الارتباط المقدس بمجرد أن تقابلهم مشكلة ما، والمجتمع يقبل هذه التصرفات ويلتمس لهم الأعذار.  إننا نتساءل مع داود: «إِذَا انْقَلَبَتِ الأَعْمِدَةُ فَالصِّدِّيقُ مَاذَا يَفْعَلُ؟» (مز11: 3)، هل يساير التيار الشرير السائد في هذه الأيام؟ أم يُعاني ويقاسي كأن لا مُعين له؟ كلا! فالموارد الإلهية متاحة لمعونتنا.

فرغم أن الآيتين المقتبستين أعلاه تكلَّم بهما سليمان بخصوص بيت الرب الذي بناه، إلا أنهما تنطبقان تطبيقًا جميلاً على بيوتنا.  إنها ليست صلاة جافة روتينية باردة كالكثير من الصلوات التي يرددها البعض مع الأسف.  إنها صرخة صاعدة من قلبه، وطلبة يلتمسها من الرب في محضره، بإحساس صادق ووعي كامل بوجوده.

هل نحن نهتم ببيوتنا؟ إذًا دعونا نصرخ إلى الرب إلهنا من جهة كل فرد في أسرتنا.  إننا نعيش في عالم خطير للغاية.  إذا ذهب ابن من أولادنا إلى ميدان القتال حال نشوب حرب، من المؤكد أننا سنصلي ليلاً ونهارًا من أجل سلامته.  ألا نصلي بالمثل من أجل أمان أولادنا حين تهاجمهم قوات الشرير، وتنصبهم هدفًا لحرابها؟ إن الشرير يهاجمهم عندما يكونون في المدرسة، أو مع أصدقائهم، أو في قراءتهم للكتب والمجلات.  ويهاجمهم بصفة خاصة عندما يجلسون أمام أخطر قطعة أثاث في البيت: التلفاز.  وعندما نطلب من الرب أن تكون عيناه على بيوتنا ليلاً ونهارًا، دعونا ألا ننسى أن عينيه أيضًا أطهر من أن تنظرا إلى الشر.

يا رب: ليت صلاة سليمان بخصوص بيتك تكون صلاتنا من أجل بيوتنا أيضًا، لأنها تهمك وتنتمي إليك. آمين.



أنيس بهنام