أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يناير السنة 2019
محبَّة خاصته
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

«أَمَّا يَسُوعُ ... وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءَتْ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ إِلَى الآبِ إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى» (يو١٣: ١).

إن موضوع محبة الرب ذي الأهمية القصوى هو: «خَاصَّتَه». وخدمة بطرس وبولس ويوحنا تشدد على هذا الحق: إذا كانت محبة الله قد سكنت في قلوبنا فنحن أيضًا سنحب «خَاصَّتَه». وكلمة «نحب بعضنا بعضًا» تتكرر حوالي خمس عشرة مرة، فضلاً عن تعبيرات مشابهة تكررت أكثر من مرة. وتُذكر محبة الإخوة باعتبارها برهانًا على امتلاك الحياة الأبدية «نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ» (١يو ٣: ١٤).

قد يكون من السهل علينا تصور أننا نُحِبّ أخانا في الرب الذي يبعد عنا آلاف الأميال، ولكن المشكلة تكمن في أننا قد لا نستطيع أن نُحبّ أخانا أو أختنا الذين نعاشرهم ونحتك بهم بصفة دائمة، خصوصًا إذا كانت مشاربنا وميولنا متضاربة، كما أن عيوبهم وأخطائهم أكثر مما نحن عليه. قد نتمنى فقط لو كان أخونا أكثر شبهًا بالمسيح من ناحية من النواحي، حينئذٍ لكان من الأسهل علينا أن نُحبَّه. كم نشكر الله أنه لم ينتظر حتى نصبح أشبه بالمسيح قبل أن يُحبنا، إذن لكان قد انتظر عبثًا. ينبغي علينا أن «يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً» ليس بأقل من محبة الله، ومن ذات صنف محبته؛ محبة لا تتطلع إلى غرض جذاب أو مُحبّب. يحثنا الروح القدس أن نسلك بالمحبة «كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضاً وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا» (أف ٥: ٢). هذه المحبة المُضحية ليست فقط من أجل صالح محبوبها الأرضي، ولكن لإكرام وسرور ومجد الله. إنه امتياز سامٍ لنا أن نسعى لمسرة ومجد الله. ونحن تحت التزام أن «نَضَعَ نُفُوسَنَا (حياتنا) لأَجْلِ الإِخْوَةِ» (١يو ٣: ١٦). أمام مَن نحن مسؤولون أن نفعل ذلك؟ يقينًا أمام ذاك الذي وضع نفسه لأجلنا.

س. س. جيب