أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يناير السنة 2019
التجسد - إنجيل الله
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة


«وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا» (يو١: ١٤)

يجب أن نلاحظ أن مَن كان في البدء، كان هو ذاته الله، وهو الذي صنع كل الأشياء. وهو الذي يُقال عنه هنا إنه صار جسدًا. فيسوع الذي تتحدث عنه قصة الإنجيل، هو الله السرمدي؛ يهوه العهد القديم. والسبب الذي دعا للتجسد هو خلاص الإنسان. فالراعي الصالح قد جاء ليطلب ويُخلِّص خرافه التي كانت ضالة. ولقد جاء في صورة البشر لكيما يقترب إلى الخاطئ.

يُروى عن أحد المُرسلين أنه ذهب ليكرز بالإنجيل للعبيد المجلوبين في جزر الهند الغربية. وإذ فشل في أن يتواصل معهم باعتباره رجل حر، فإنه اتخذ صورة عبد، وذهب ليعمل معهم في الحقول، مشتركًا في كل مصاعبهم ومعاناتهم. وهكذا اقترب منهم، وعندئذٍ أصغوا إليه. وهذه القصة تُصوّر لنا تنازل المسيح ليُخلّص العالم. فنحن لم نفهم الله في مجده غير المنظور، ولكنه أتى كعمانوئيل، وعاش في صورة البشر، مُظهِرًا لنا أفكار الله وصفاته ومشاعره، وبصفة خاصة نعمة الله ومحبته للخطاة. كان هذا هو غرض التجسد. ولقد استُعلِن بطريقة يستطيع بها البشر أن يفهموا أمور الله غير المنظورة.

ولقد أصبح ابن الله إنسانًا لكي يختبر الحياة بالممارسة الفعلية، وهكذا أصبح مؤهلاً لأن يكون مُخلّصنا، وليتعاطف معنا في اختباراتنا العملية بالتجارب والجهاد والألم. ونحن متأكدون الآن أننا حينما نأتي للمسيح بأي احتياج، سيتفهم حالتنا، ويعرف كيف يُعيننا. ولنا الآن كاهن عظيم في السماء، يلمس مشاعر ضعفاتنا وقصورنا، لأنه تجرَّب في كل شيء مثلنا. ولقد أصبح المسيح إنسانًا أيضًا لكي يذوق الموت لأجل كل واحدٍ منا، ولكي ما يبيد الموت لشعبه. وهو الآن يتذكر أنه تألم إذ قد تجرَّب، وعندما يرى شعبه في جهادهم، يتذكر أنه تحمَّل نفس الشيء، وأنه مستعد أن يتعاطف معنا ويُعيننا.

جيمس ر. ميللر