«وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ ... وَدُعِيَ أَيْضاً يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ» (يو2: 1، 2)
ها نحن في حفل زفاف؛ حفل ربما يكون مثله مثل كثير من حفلات الزفاف في ذلك الوقت. إلا أن ثمة فارقًا جوهريًا بين هذه الحفلات في هذه الحقبة وبين هذا الحفل: إن الرب يسوع وتلاميذه كانوا مدعوين إلى هذا الْعُرْس.
إلا أن الحاضرين لم يلحظوا وجوده إلا عندما طرأت مشكلة (مثلهم مثلنا في كثير من الأحيان)؛ لقد نفد الخمر. وأجرى الرب معجزة مُحولاً الماء العادي إلى خمر؛ ستة أجران مملوءة. واستمر الاحتفال بالعُرْس، ولم يُعكِّر صفو سعادتهم شيء، وأعرب رئيس الْمُتَّكَإِ عن سروره للعريس قائلاً: «أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ». كانت هذه بِدَايَةُ الآيَاتِ التي فَعَلَهَا الرب يَسُوعُ. أَوليست هذه فاتحة غريبة لخدمة ابن الله العلنية؟ يقول الكتاب إن بهذه الآية «أَظْهَرَ (يسوع) مَجْدَهُ فَآمَنَ بِهِ تلاَمِيذُهُ». والآن ماذا نتعلَّم من هذه المعجزة:
أولاً: على عكس الاعتقاد الشائع فإن الرب يسوع المسيح جاء ليهب الفرح لا لينزعه. وهو يهب ملء الفرح وشبع سرور لكل من يؤمن به، في الزمان وفي الأبدية.
ثانيًا: عندما ندعو المسيح للدخول - سواء لحياتنا كأفراد أو كعائلات، أو حتى في مناسباتنا السارة – فإنه يمنحنا خمرًا جديدةً؛ خمرًا أفضل من أية خمر تذوقناها من قبل.
ثالثًا: الطاعة لكلام المسيح تُثمر تمتعًا بعطاياه. فقد قيل للخدام في هذه المعجزة: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ». وهنا يجدر التنبيه أن مَن أراد أن يختبر المسيح وحلاوته عليه أن يخضع لربوبيته أولاً. وينبغي أن يكون لسان حال كل منا كشاول الطرسوسي، الذي تساءل في بداية معرفته بالرب يسوع المسيح: «يَا رَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟» (أع9: 6؛ 22: 10).
رابعًا: إن مجد المسيح الذي ظهر في هذا الْعُرْس في الجليل، يمكن أن يظهر في حياتنا اليوم!
من لنا بالرب يسوع يمدنا بالخمر الجيدة اليوم؟!