أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مايو السنة 2013
يَسُوعُ رَبٌّ وَمَسِيحٌ
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
    «اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هَذَا، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبًّا وَمَسِيحًا» (أع2: 36)

عاش تلاميذ الرب يسوع في زمن يُدعى فيه الشخص: “سَيِّدًا” كصيغة احترام (Lord ... والتي ترد في كثير من الترجمات الإنجليزية Sir).  فعلى سبيل المثال في يوحنا 12: 21  يخاطب بعض اليونانيين فيلبس قائلين: «يَا سَيِّدُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوعَ».  ومع ذلك فإن التلاميذ وصلوا إلى قناعة أن هذا اللقب، بالارتباط بسّيِّدهم، له معنى أكثر بكثير من المعنى السابق.  فتوما يدعوه: «رَبِّي وَإِلَهِي!» (يو20: 28).  وبطرس يقول إن الله أقامه «رَبًّا وَمَسِيحًا» (أع2: 36).  والعهد الجديد يُعلن مرارًا، وبوضوح، أن يسوع هو ربُّ المجد، الربُّ من السماء، ربُّ السماء والأرض، ربُّ الكل.  يا له من مقام سام!! ينبغي ألا يخرج فكر أو كلمة أو فعل من المؤمن إلا طاعة للرب يسوع.

وعندما يُقيم الرب يسوع مُلكه على الأرض، لن يشذ أحد عن سلطانه، من أصغر رعاياه إلى أكبر حكامه.  سيخضع الكل في طاعة لذاك المسيح المبارك؛ ملك الملوك ورب الأرباب.
ولذلك من المفيد لنا أن نقرأ كلمات الرب نفسه: «وَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، وَأَنْتُمْ لاَ تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟» (لو6: 46).  وتتكرر صرخة: «يَا رَبُّ، يَا رَبُّ» خمس مرات في الأناجيل.  وكلها جاءت من أشخاص زائفي الإيمان.  وفي هذا تحذير لنا؛ فقد نُظهر عواطف طيبة نحو شخص الرب، ومع ذلك نرفض ربوبيته، ولا ندعه يُغيّر حياتنا وطرقنا.

ولأنه “ربٌّ”،
ينبغي علينا أن نتعلَّم مشيئة الله ونعملها «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.  بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (مت7: 21).

ولأنه “ربٌّ”،
علينا أن نسأله أين يريدنا أن نخدمه «فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ الْحَصَادَ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ» (لو10: 2).

ولأنه “ربٌّ”،
علينا أن نرغب في المعمودية «وَالآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِياً بِاسْمِ الرَّبِّ» (أع22: 16).

ولأنه “ربٌّ”،
ينبغي أن نعيش بلا لوم في انتظار ملكوته «أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ، وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ ... أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (1تي6: 14، 15).

ولأنه “ربٌّ”،
ينبغي أن نترك زمام حياتنا اليومية بأدق تفاصيلها بين يديه «الَّذِي يَهْتَمُّ بِالْيَوْمِ، فَلِلرَّبِّ يَهْتَمُّ.  وَالَّذِي لاَ يَهْتَمُّ بِالْيَوْمِ، فَلِلرَّبِّ لاَ يَهْتَمُّ.  وَالَّذِي يَأْكُلُ، فَلِلرَّبِّ يَأْكُلُ لأَنَّهُ يَشْكُرُ اللهَ.  وَالَّذِي لاَ يَأْكُلُ فَلِلرَّبِّ لاَ يَأْكُلُ وَيَشْكُرُ اللهَ.  لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا يَعِيشُ لِذَاتِهِ، وَلاَ أَحَدٌ يَمُوتُ لِذَاتِهِ.  لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ.  فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ.   لأَنَّهُ لِهَذَا مَاتَ الْمَسِيحُ وَقَامَ وَعَاشَ، لِكَيْ يَسُودَ عَلَى الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ» (رو14: 6-9).


س .ج كامبل