الموعظة على الجبل يوسف رياض
هي أول عظة للرب سجلتها لنا البشائر الأربع، وأطول عظاته وأشهرها، بل هي أشهر كل المواعظ قاطبة. وكأنّ الروح القدس قصد أن يُقدّم لنا فيها عينة من عظات ذلك المُعلّم العجيب الذي لم يتكلَّم إنسان قط مثله (يو7: 46)، والذي طالما بُهتت الجموع من تعليمه (مت7: 28).
ويعتبر البعض هذه العظة هي خُلاصة الإنجيل. والبعض الآخر أنها الكتاب المقدس كاملاً، إذ تحتوي على كل ما يحتاجه الإنسان الخاطئ. والبعض يقول إن مَنْ يتمسك بتعاليمها ستتهذب أخلاقياته، ويرقى مستواه، فينال القبول عند الله. إنها بالإجمال طريق الإنسان إلى السماء - على حد زعمهم! لكن إن كان الإنسان فشل في أن يتبرر بالناموس ومستواه الروحي والأدبي الأقل (أع13: 39؛ رو3: 20؛ غل2: 21)، فهل يمكن أن يتبرر أو يخلص بمستوى موعظة الجبل الأعلى والأرقى؟!
إن هذه العظة هي قمة الصلاح. والإنسان الطبيعي، كما يؤكد الكتاب المقدس، لا يسكن فيه شيء صالح (رو7: 18؛ 8: 6-8)، فكيف إذًا تكون هذه العظة طريق الإنسان إلى السماء؟! على العكس فإننا نؤكد أن هذه العظة بتعاليمها السامية الراقية، ليس فقط لا تُخلِّص الإنسان، بل إنها تدينه، إذ تضع أمامه مستوى عاليًا لا يقدر أن يبلغه على الإطلاق!
ولكن إن كانت هذه العظة لا تشرح طريق الخاطئ إلى السماء، فإنها تشرح طريق السماء إلى المؤمن. هي لا تُقدّم لنا النعمة الموَّجهة للخطاة، ولا الإنجيل المُبشَّر به للهالكين، لكنها تُقدّم كلام الملك إلى رعايا ملكوته. إنها عظة الأخلاق المسيحية أو الصفات الأدبية لبني الملكوت. إنها حديث الرب مع تلاميذه عن طابع سلوكهم ومركزهم وشهادتهم. إنها اللائحة الداخلية لتلاميذ المدرسة التي يقوم فيها المسيح نفسه بالتدريس لكل مَنْ أتى إليه بالتوبة والإيمان، الذين وُلدوا من الله وخلصوا بالنعمة.
والكاتب لا يُقدّم إنجيلاً مغلوطًا لقارئه، لا يقول له: عِش الموعظة كي ما يقبلك المسيح، بل اقبل المسيح بالإيمان، ودعه يحيا في قلبك، إذ ذاك سيُمكنك أن تعيش هذه الموعظة.
والكتاب في 295 صفحة
وسعره 12 جنيهًا
والكتاب متوافر في مكتبة الإخوة.
نشجعك على اقتنائه وقراءته.