أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد نوفمبر السنة 2016
لِمَ كان ذاك؟!
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

بين الجموع الزاحفه أمٌ هنالك واقفه

بالحزن حاكت ثوبها والنفس فيها راجفه

فالجمع قد أخذ ابنها ورجاؤها فيه انطفى

أخذوا الذي بالخبز أشبعهم ومرضاهم شفى

وقفت تسائل نفسها

لِمَ كان ذاك؟!

*****

وعلى طريق الجلجثه ظهرت جموع الزاحفين

والرب يحمل حِمْلِه ويرى الشباب الساخرين

الحِمْل ليس بِحِمْلِه الحِمْل حِمْل المجرمين

والمريمات همسن في نغم يقطعه الأنين

لِمَ كان ذاك؟

*****

وعلى صليب الجلجثه سمروا أيدي الحبيب

سمروا رجليه أيضًا مثل شرير معيب

سخروا منه ولكن لم يكن لهموا مُجيب

غير صوت مِن بعيد يتساءل بالنحيب

لِمَ كان ذاك؟

*****

لِمَ لَمْ يبطش بشعب قد شكاه وأدانه

لِمَ لَمْ يعصف بجمع نال منه وأهانه

هو رب لِمَ لَمْ ينزل ولَمْ يترك مكانه

حتى يبدو كما لو كان أضاع صولجانه

فلماذا كان ذاك؟

*****

كان ذاك لأن قلبه قد أحبنا للنهايه

قد أحبنا في خطايانا وقد عاف الخطايا

دفع الدين بحب لم تصدقه البرايا

قد أحبنا ... ذاك تعليل به كل الكفايه

هل علمتم إخوتي لِمَ كان ذاك؟

فيبي فارس