أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد نوفمبر السنة 2015
عدالة البشرية!
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

بدأ المسيح حياته مولودًا في مذود كما الحمل. وختم حياته مُساقًا للذبح كما الشاة. نعم، فهو «حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!» (يو١: ٢٩). والأمر بجملته بحسب مشورة الله المحتومة وعلمه السابق، وبكل إرادة المسيح واختياره بسرور نابع من فيض حبه.

وإن كان الصليب أظهر فيض ينابيع محبة المسيح الأقوى من الموت، فإنه أظهر أيضًا شدة شراسة وقسوة وكراهية الإنسان وبغضته. لقد تمت محاكمة المسيح ٦ مرات في غضون أقل من ٩ ساعات، مارًا خلالها بثلاث جلسات محاكمات دينية، وثلاث جلسات محاكمات مدنية. واجتمع ضده شيوخ اليهود مع قادة الرومان. وانتهت المحاكمة الظالمة بأغرب حكم في التاريخ؛ فأن يقف صاحب أعلى سلطة مدنية ليُعلن براءة المتهم في ذات الجلسة التي يصدر فيها حكمًا بإعدامه صلبًا، ويُسْلِمُهُ للصلب! فيا للعار!

وحمل المسيح صليبه، ومات عليه بديلاً عنا. نعم، ليحمل خطايانا. حَمَلَ موتنا! ونظرًا لأن الصليب هو وسيلة الموت التي تحوي موتًا وإعياءً وعارًا وألمًا، والكثير مما أدخلته الخطية بدخولها، أراد المسيح أن يجمع كل هذه التوابع، فاتحًا لكل مَن احتمى فيه أن يحصل على خلاص شامل كامل.

منسى يوسف

«أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ 
عِلَّةً وَاحِدَةً ...

فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ»

(يو١٨: ٣٨؛ ١٩: ١٦)

مُحاكْمه ظالمه بدون أي شرعيه

بدون أي تهمه أو جنايه أو قضيه

دا تهمته أحب عشارين وخطاه

دي أسمى وأشرف وأنبل مذنوبيه

وبعد ٦ محاكمات مدنيه ودينيه

وترحيلات وإهانات يهوديه ورومانيه

يصدر الوالي حكم البراءة والإعدام

يا وصمة عارك يا عدالة البشريه

منسى يوسف