أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد نوفمبر السنة 2015
المسيح ابن الله
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

صعدَ مِنَ الأردنِ بعدَ عمادهِ

والروح مثل حمامة حَلَّ على

والآب قال: أنت اِبني، مسرتي

ولذاك قال ذا هو الحمَلُ الذي

فعمادُه دَلَّ على الغرض الذي

غرضِ الفداء فإنَّ نهرَ الأردنِ

فصعودُه بَعد انغماسه كاملاً

حملَ الخطا، وفَّى جميعَ ديونِنا

ولذاك فهو ابن الإله ففعلْهُ

هي خطةٌ مرسومةٌ لفدائِنا

الآبُ أرسله يُنفِّذ قصدَه

مَنْ غيرُه يُعطي الحياةَ لمائتٍ

لاهوتُه وضح بفعله فاديًا

هي خطةُ العرشِ ولا يقوى لها

وإذا يُقال كيف لله ابنه

أن التزاوجَ للجسوم لأنها

الله روحٌ أبديٌ خالدٌ

الله شمسٌ والضياءُ هو ابنُهُ

والكلُ ربٌ واحدٌ ملأ السما

إن الثلاثة واحدٌ في الواحدِ

يا ربنا الفادي ومن أحببتنا

أنت الحبيبُ وليس غيرُك فاديًا

وجلستَ في العرشِ شفيعًا ضامنًا

وستأتي تخطفنا لنفسِك في السما

والمجدُ لاسمك في محبتك التي

وإذا السماءُ تفتَّحتْ لبهاهُ!

ربِّ الفداءِ مُعلنًا لرضاهُ

والمعمدانُ شَاهدتْ عيناهُ

قد جاءَ يفدي الناسَ ليس سواهُ

جاء لأجلِه واصطفاه اللهُ

رمزٌ لنهرِ الموتِ وهو طواهُ

فتَح السماءَ لنا، فما أقواهُ!

بل أظهرَ حبَّ السَّما بفداهُ

دلَّ عليه، وقال عنه اللهُّ

لا يستطيعُ أداءها إلآهُ!

قصدَ الفداءِ وما أجلَّ عطاه!

أو يفتحُ القبرَ لمن أحياه؟

يفدي الأنامَ وما أجلَّ فداه

غيرُ الذي في العرش ما أسماه!

هل في الإلهِ تزاوجٌ؟ حاشاه!

تفنى، ولكن كيف يفني الله؟

يُعطي الوجودَ كيانَه ومداهُ

والدفءُ روحُه قد سما معناه!

بكيانه وبدفئِه وضياهُ

أفهل فهِمنا الأمر؟ ما أبهاه!

لك كلُ شكرِ القلبِ أنت رجاهُ

يفدي الفؤادَ ويمحو كلَّ خطاهُ

من آمنوا وتيقنوا بفداكَ

جئنا سريعًا شوقنا للقاكَ

قد أسعَدَتْنا في غنى نعماكَ

زكريا عوض الله