أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
العدد السنوي - السجود
السنة 2006
اصنعوا هذا لذكري

إن الرب - تبارك اسمه - يأمرنا، بل بالحري يدعونا لذكري موته فوق الصليب قائلا  «اصنعوا هذا لذكري».  ونحن اذ نجتمع في يوم الرب أي «في أول الأسبوع» (أع20: 7)، لنشترك في «مائدة الرب» (1كو10: 21)، فنكسر الخبز الذي «هو شركة جسد المسيح» (1كو10 : 16)، ونشرب «كأس الرب» (1كو10: 21) أعني «كاس البركة» التي «هي شركة دم المسيح»  (1كو10: 16) ونتغذّى ونشبع من وليمته المباركة «عشاء الرب» (1كو11: 20)، فلا بد أن تفيض قلوبنا سجودًا وتسبيحًا وترنّمًا لمن أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه.

نعم لا بد أن تفيح رائحة الناردين الزكية.  وإننا نرجو القارىء العزيز أن يلاحظ الفرق الكبير بين اقترابنا الى الرب كمحتاجين فنطلب منه أعوازنا واحتياجاتنا, وبين وجودنا أمامه واتكائنا على مائدته كساجدين لنقدِّم له ذبائح الحمد وأغاني التسبيح وسجود القلب الممتلىء من محبته.  صحيح أننا في حاجة مستمرة للاقتراب إليه لنطلب منه أعوازنا واحتياجاتنا «اطلبوا تأخذوا  ليكون فرحكم كاملاً»  (يو16: 24)، ولكن ما أقل اقترابنا إليه بقلوب قد ملأتها وغمرتها محبّته، فتفيض له بالسجود والمديح؛ وهذا هو المقصود بقول العروس «أفاح نارديني رائحته».

وهناك فرق بين اجتماع الصلاة واجتماع السجود، ولا سيما حول «مائدة الرب»، فقد نأتي إلى الاجتماع الأول بأوعية فارغة ونصرخ إلى الرب راجين أن يجيب توسلاتنا، استنادًا على وعده الكريم «اسألوا تُعطوا.  اطلبوا تجدوا.  اقرعوا يُفتح لكم»؛ أما إلى الأجتماع الأخير فيجب أن نذهب ونحن حاكمون على أنفسنا تمامًا ومهيّأون لأن نعيِّد بأطايب الملك وبغنائم نصرته, وبثمار الفداء المباركة. 

ما دُمتَ في مجلِسِك
  فنارديني  قد  أفاح

رائحة زكية
  لك يا منبعَ الصلاح