أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
العدد السنوي - السجود
السنة 2006
أماكن العبادة

لعله من اللافت أن العهد الجديد لم يُشر إلى أيّة مواصفات لأبنية أماكن عبادة المؤمنين في العهد الجديد، بل على العكس، يوضح أنهم كانوا يكسرون الخبز في البيوت (أع2: 46)، وأن الرسول في أفسس كان يعقد الاجتماعات في مدرسة (أع19: 8،9)، وأنهم في ترواس عقدوا اجتماع كسر الخبز في الطابق الثالث من أحد المباني (أع20: 7-9).  ونلاحظ أنه في العهد القديم، عهد الظلال، كان الهيكل يُبنى بأفخم المواد، ويغشّى بالذهب، وذلك ليكون تعبيرًا عن عظمة السماء التي يسكنها الله الذي كانوا يسجدون له، وليكون تصويرًا لعظمة الحقيقة التي لم يكن قد جاء أوان إعلانها بعد.  وأما الآن فنحن الساجدين الحقيقيين، الذين لنا الحقيقة لا مجرد الرمز، ينبغي أن تتميز أماكن اجتماعاتنا بالبساطة ما أمكن، للإعلان عن أن سجودنا ليس هو على الأرض إطلاقًا بل في السماء.

إن الاتجاه لبناء قاعات عبادة تتميز بالفخامة لا يتناسب مع كوننا أناسًا سماويين، ولا مع اعترافنا بأننا غرباء، ولا هي تقنع العالم بأننا في سجودنا ندخل إلى داخل الأقداس السماوية، لنقدِّم سجودنا في حضرة الله. 

ثم إن الجمال الذي يشدّنا في سجودنا ليس هو جمال الصور والتماثيل، ولا أبّهة الأبنية وروعة الشبابيك، بل هو جمال الحبيب، الذي لا نريد أن نرى إلاه، وألا يشغلنا سواه.  فدعنا لا نسمح لأحد أو لشيء أن يسلبنا هذا الامتياز، وليكن المكان الذي نجتمع فيه معًا لنسجد بسيطًا ما أمكن، ليكون مؤيِّدًا لما نعلنه ونعتز به: أننا نسجد للآب بالروح القدس داخل الأقداس السماوية.

بتصرف من كتاب عمل الروح القدس في المؤمنين

يوسف عاطف